استفاق سكان مدينة غليزان، صباح أمس، ولاسيما بالأحياء التي تعرف حركية سير كبيرة، على كتابات حائطية، عمل من خلالها أصحابها على اتهام عضو مجلس الأمة عبد القادر زروقي بالسرقة. في حين وزع مجهولون قصاصة مقال في إحدى الجرائد في المدينة لتمكين أكبر عدد من الرأي العام من قراءة ما جاء فيها من تصريحات نسبت إلى ''السيناتور'' الذي يتهم فيها والي الولاية، قاضي عبد القادر، بقيادة ''عصابة أشرار''. وقد فتحت مصالح الأمن تحقيقا لكشف الأشخاص الذين ''لطخوا'' جدران مدينة غليزان بكتابات تتهم السيناتور بالثراء، وهي الكتابات التي جاء فيها مثلا ''من أين لك هذا يا زروقي''، وغيرها. وهو الذي كان رئيسا للمجلس الشعبي الولائي، وجهر بالخصام مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني. ويبدو أن الحرب الدائرة بين والي ولاية غليزان، منذ أن تم تنصيبه في هذه الولاية أخذت أبعادا خطيرة، وهذا بعد أن فشل السيناتور عبد القادر زروقي في كل مساعيه لاستقدام لجنة تحقيق إلى الولاية، بعد أن راسل رئيس الجمهورية، والداخلية، وتحدث من على منبر مجلس الأمة ''عن الفساد الحاصل بولاية غليزان في العديد من القطاعات ذات الميزانيات الضخمة، مثل السكن والري والفلاحة والطرقات وغيرها''. وهي المراسلات التي تحوز ''الخبر'' على نسخ منها. وتفيد مصادر محلية مؤكدة من غليزان بأن ''الأزمة'' بدأت عندما ''أغلق الوالي عبد القادر قاضي، المجال عن شركة متخصصة في تعبيد الطرقات يملكها أحد أقارب السيناتور''. وهي المقاولة التي عوضها بمقاولات من ولايات أخرى غير ولاية غليزان، منها الشلف، واستفادت من مشاريع ضخمة تم تسجيلها في ''خانة الاستعجالي'' لكي لا يخضع تسليم تلك المشاريع لقانون الصفقات العمومية. ويذكر السيناتور زروقي عشرات الأمثلة، والتي بلغها لرئاسة الجمهورية، وأودع بشأنها دعاوى قضائية أمام مجلس قضاء غليزان منذ أكثر من سنة. ولم تتحرك أي هيئة أو مؤسسة، رغم أن السيناتور تحدث عن الموضوع علنا في مجلس الأمة. وزادت الحرب ظراوة في غليزان هذه السنة بعد أن شرع والي الولاية عبد القادر قاضي في توزيع الأراضي الموجهة للاستثمار في المنطقة الصناعية لسيدي خطاب. وهي المنطقة التي لم تعتمدها بعد الوكالة الوطنية لدعم الاستثمار ''أنيراف''، كما أن دراسة هذه المنطقة الصناعية لم تنته بعد، ولم يتم الشروع أصلا في تهيئتها. ويتابع سكان ولاية غليزان باندهاش ''خروج قضايا الفساد الكبيرة'' إلى العلن، خاصة بعد أن شاع أن والي الولاية مسنود من طرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي اختار هذه الولاية ليرد على اتهامات الجنرال المتقاعد خالد نزار. وكانت مصالح ولاية غليزان قد تكفلت بتحضير ذلك اللقاء الحزبي. وبالإضافة إلى ''الكتابات'' مجهولة المصدر، التي حملت بعضها كلمات نابية، كتبت في جدار مدرسة زغلول، يجري الحديث في غليزان عن ''هجوم مضاد'' سيشنه مقاولون دفاعا عن والي الولاية. ومن جهته يصمم السيناتور عبد القادر زروقي على مواقفه، ويؤكد أن كل ما قاله في ''العصابة'' صحيح. ويملك كل الأدلة التي لا ينتظر إلا استدعاء من العدالة أو الوزير الأول أو غيرهم ليضعها تحت تصرفهم ''إنني مستعد لكل شيء'' كما قال ل''الخبر''.