كشفت مصادر مسؤولة ل''الخبر'' بأن الوزير الأول، عبد المالك سلال، ألزم وزير التجارة بعقد اجتماع، قريبا، مع الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، من أجل تطبيق مخطط الحكومة الذي يقضي بإحياء النشاط التجاري ليلا، خصوصا في الجزائر العاصمة، ودراسة أهم الآليات ومطالب التجار لفتح محلاتهم ليلا، بدل غلقها بعد السادسة مساء. أوضحت نفس المصادر بأن الوزير الأول ألح على أن يتم ''تجسيد مشروع إحياء النشاط التجاري ليلا، قبل نهاية السنة الجارية، خصوصا في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى''. وينص مخطط عمل الحكومة الجديدة على أن تلتزم التجار بالإبقاء على محلاتهم مفتوحة إلى غاية منتصف الليل، خصوصا في الشوارع الرئيسية والمدن الكبرى، من أجل استبعاد صورة ''المدن الميتة''. وفي هذا الإطار، أوضح الأمين العام والناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، صالح صويلح، بأن ''الإجراء الذي أقرته الحكومة مرحب به، لكن بتحفظ، خصوصا وأن وزارة التجارة لا تزال تتعامل معنا بمنطق غريب، لا يجعلنا في خانة الشريك''. وأضاف المتحدث، في تصريح ل''الخبر''، بأن ''فتح المحلات ليلا، خصوصا في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى، يستوجب توفير الأمن والنقل، وكل الظروف التي تجعل من المدينة حية ليلا، وتسمح للمواطن بحرية التنقل، وعدم الخوف من الخروج لقضاء حاجياته ليلا''. واعتبر الأمين العام، والناطق الرسمي للتنظيم الذي يحصي أزيد من مليوني تاجر عبر الوطن، بأن ''الظروف الأمنية الصعبة التي مرت بها الجزائر هي من فرضت على التجار غلق محلاتهم عند السادسة مساء، خوفا على أرواحهم وممتلكاتهم''. ويرى المتحدث بأن ''فتح الحوار مع وزارة التجارة، بأمر من الوزير الأول عبد المالك سلال، يعني إيجاد الحلول العملية التي تجعلنا قادرين على إعطاء الأوامر وتوعية التجار بأهمية القرار، بهدف تنشيط السياحة أيضا''. كما يتطلب الأمر توعية وتحسيسا على كل المستويات، وعقد اجتماعات مع كل القطاعات المعنية، خصوصا النقل والجماعات المحلية والسياحة والسلطات الأمنية، في انتظار عقد لقاء أولي مع وزير التجارة، مصطفى بن بادة، قريبا. وأشار صالح صويلح إلى أن ''اللقاءات الجهوية التي عقدناها، في كل من وهران وقسنطينة وبومرداس، بخصوص الأسواق الفوضوية وتنظيم التجارة، الأسبوع الفارط، وقفنا فيها على إرادة التجار لتفعيل نشاطهم، كما نصر على أن تستمع إلينا الجهات المعنية وتحل مشاكلنا''. كما أضاف بأن ''الاعتداءات والسرقات التي يتعرض لها التجار أثناء مزاولة نشاطهم تبقى أهم عائق، فما بالك بإلزامهم بفتح محلاتهم إلى غاية منتصف الليل، فمن يحمي هؤلاء؟''. ملحا على أنه ''يجب أن تكون هناك فرق أمنية تسهر على راحة التاجر والمواطن، كما يحدث في شهر رمضان، حتى تعود ثقافة النشاط ليلا تدريجيا''.