خلفت النيران المشتعلة بمختلف مناطق البليدة هروب عائلات وإجلاء أخرى، كما أصيب جراء ذلك 15 رجل إطفاء بجروح، نتيجة حروق وصدامات مع غاضبين من السكان المتضررين. استدعى الوضع الخطير الذي تعيشه عدة مناطق من البليدة، بسبب الحرائق استقدام الوحدات الرئيسية للحماية المدنية من الحميز بالعاصمة وتيبازة وعين الدفلى، فضلا عن الوحدة الرئيسية والوحدات الفرعية في البليدة. واضطرت السلطات لغلق الطريق إلى الشريعة بفعل النيران، وساعدت الرياح الساخنة الجنوبية في تعقيد عمل رجال الإطفاء، وفي توسع رقعة الحرائق المشتعلة بالمناطق الغابية بحظيرة الشريعة، على وجه التحديد، في طرفيها الغربي والشرقي. وعاش السكان ليلة رعب جراء وصول ألسنة النيران إلى محيط مساكنهم، وأجبر رجال الإطفاء على التنقل سيرا على الأقدام للوصول إلى مصادر الحرائق، بعد أن أعاقتهم الحواجز الطبيعية. وحسب المعلومات التي توفرت لدى ''الخبر'' فإن أوامر اتخذت لإجلاء عائلات، بعد أن حاصرتها النيران، وأمام الوضع الخطير تم استدعاء بقية عناصر الحماية المتواجدين في عطل سنوية للمشاركة في إخماد النيران. وكشف شهود عيان ل''الخبر'' أنهم لم يشهدوا جحيما بحجم هذه الحرائق، ولا حتى الحرارة وتلوث الجو بالدخان السام. وأفاد تقرير خلية الإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية أن حجم الخسائر، إلى غاية صبيحة أمس، بلغت أكثر من 70 هكتارا، بين غابات وأشجار مثمرة، وتمكن رجال الإطفاء من إنقاذ رؤوس ماشية وأبقار ودواجن. يشار إلى أن حصيلة الحرائق، إلى غاية نهار أمس، زادت عن ال800 هكتار.