أكدت شبكة ''سي آن آن'' الأمريكية معلومات نشرتها ''الخبر''، منتصف ديسمبر 2011، حول وجود قواعد لطائرات دون طيار أمريكية تراقب نشاط الجماعات الجهادية في ليبيا والساحل الإفريقي. وشنت طائرات استطلاع دون طيار أمريكية، حسبما جاء في ''سي آن آن''، نقلا عن أحد قادة المليشيات الإسلامية المسلحة في مدينة درنة الليبية، غارات جوية ضد معسكر تدريب لعناصر سلفية جهادية. وقال عبد الباسط عزوز، قائد محسوب على التيار السلفي الجهادي في درنة الليبية، إن طائرة دون طيار شنت غارة ضد معسكر تدريب تابع له. وكانت مصادر مختلفة قد تناقلت، في ماي الماضي، وقوع عدة انفجارات قرب معسكرات خارج مدينة درنة. ويعتقد أن الغارة جاءت في وقت أثبت سلاح الطائرات دون طيار فاعلية قصوى، في القضاء على قيادات القاعدة، بعد نجاح هذا السلاح في قتل القيادي المدعو العولقي في اليمن، ثم أبو يحي الليبي في باكستان. ويعتقد بأن الغارة كانت تستهدف اجتماعا لقادة محسوبين على القاعدة، كان هدفه التنسيق لتهريب أسلحة ليبية إلى سيناء. وتؤشر هذه الحادثة إلى احتمال توسيع عمليات القصف والاغتيال بالطائرات دون طيار، التابعة للمخابرات الأمريكية، تشمل منطقة الساحل وشمال مالي، واحتمال استهداف إرهابيين جزائريين في العمليات القادمة. وتشير معلومات حديثة، إلى أن المخابرات الأمريكية وضعت كل قادة الصف الأول، من فرع تنظيم القاعدة المغاربي وإمارة الصحراء في الساحل، وهم قادة المناطق ومجلس الأعيان في قاعدة المغرب، ضمن قائمة أهداف الاغتيال بواسطة الطائرات دون طيار، لكن الرفض الجزائري حال دون تدخل وكالة المخابرات، بشكل مباشر، لضرب الأهداف الحيوية وقيادات فرع القاعدة المغاربي في الساحل. ونقلت شبكة ''سي آن آن'' عن مسؤول ليبي قوله إن طائرات أمريكية دون طيار تقوم بطلعات استكشافية فوق معسكرات مشتبهة لجهاديين شرقي ليبيا، وسط مخاوف من تزايد أنشطة القاعدة في المنطقة. وأفاد المسؤول الليبي بأن طائرات دون طيار لم تهاجم معسكرات تدريب جماعة جهادية سلفية في منطقة ''درنة''، رغم إشارة أحد قادة المليشيات، ويدعى عبد الباسط عزوز، إلى مهاجمتها لمعسكر تدريب تابع له بالمنطقة. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت توسيع برنامج استهداف قيادات تنظيم القاعدة، إلى الصومال واليمن والعراق وأفغانستان وباكستان، بواسطة فرع وكالة الاستخبارات المركزية الذي يشرف على برنامج الطائرات دون طيار، دون أي ذكر لفرع القاعدة في بلاد المغرب، والجماعات الجهادية في ليبيا التي أعلنت صراحة تبني أفكار تنظيم القاعدة. وتكتفي المخابرات الأمريكية، في الوقت الراهن، بمراقبة مناطق نشاط فرع تنظيم القاعدة المغاربي وجماعاته المنتشرة في الساحل بواسطة الأقمار الصناعية، والتصنت الالكتروني، وطائرات الاستطلاع دون طيار بعيدة المدى، التي تنطلق من ليبيا. وأكدت شبكة ''سي آن آن'' الأمريكية، أول أمس، المعلومات التي نقلتها ''الخبر''، عن مصادر عليمة، حول وجود قواعد لطائرات دون طيار أمريكية في ليبيا، لمراقبة نشاط الجماعات الجهادية السلفية. وكانت ''الخبر'' قد أكدت، قبل أكثر من 6 أشهر، أن الجزائر رفضت السماح لطائرات دون طيار بعيدة المدى، فرنسية وأمريكية، بالتحليق فوق مناطق بأقصى الجنوب، قرب الحدود مع ليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر، وقررت تكثيف المراقبة الجوية بوسائل وزارة الدفاع الوطني. وتشير المعلومات إلى أن طائرات دون طيار أمريكية تنطلق من 3 قواعد من ليبيا، وطائرات فرنسية تنطلق من قاعدة في ليبيا، وأخرى في تشاد، وقد شوهدت في شمال مالي نهاية نوفمبر الماضي.