على الرغم من تواضع الاحتفالات الرسمية بذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، إلا أن المصريين أبوا ألا تمر الذكرى مرور الكرام، فقد توافد آلاف من محبي عبد الناصر إلى قبره، وحضر وزير الدفاع المصري عبد الفتاح سيسي نيابة عن الرئيس مرسي، حيث وضع إكليل من الزهور على قبر الزعيم الراحل. ويرى محللون أن غياب الرئيس يؤكد عمق الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي وجمال عبد الناصر، حيث إن الجماعة لا تستطيع أن تنسى، حسبهم، أن عبد الناصر وضع معظمهم في السجون في بداية عهدته الرئاسية، كما أن الناصريين لا يستطيعون أن ينسوا أن أول محاولة لاغتيال عبد الناصر في ميدان المانشية بالإسكندرية كان وراءها الجماعة، وهو ما تسبب في إيداع معظمهم السجون. ويرى بعض المحللين أيضا، أن إصرار وزير الدفاع المصري على التواجد بنفسه في ذكرى رحيل عبد الناصر، يؤكد أن القوات المسلحة المصرية مازالت تتعامل وتؤكد أنها تستمد شرعيتها من ثورة يوليو 1952، وأنها تمثل الشرعية الأم لكل الثورات المصرية بالنسبة لهم. وإحياء للذكرى الثانية والأربعين لوفاة عبد الناصر، أعلنت، أمس، أربعة أحزاب ناصرية الاندماج رسميا في حزب واحد وهو الحزب ''الناصري''، بحضور عدد من الشخصيات العامة، أبرزهم المرشحين السابقين لانتخابات الرئاسة عمرو موسى وحمدين صباحي، وحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل. وفي السياق، أكد الحسيني أبو ضيف، القيادي الشاب بحركة كفاية والتيار الناصري، في تصريح ل''الخبر''، أن اندماج ووحدة الأحزاب الناصرية تحت لواء حزب واحد، هو تعبير عن رغبة كل الناصريين، ورسالة للتيار الإسلامي لمواجهة جميع محاولات النفوذ والسيطرة على مقاليد الحكم في الدولة، مشيرا إلى أن الاشتراكية والوحدة والحرية هي المسلك الطبيعي لتحقيق نهضة مصر، ودعا المتحدث جميع الناصريين في مختلف الدول العربية إلى الاتحاد أسوة بالناصريين في مصر.