قالت الصحيفة أنه وبعد عقود من القمع والاضطهاد تسلم الإسلاميين المعتدلون مقاليد الحكم للدول الثلاث مؤخراً ليصطدموا بقوة السلفيين التي لا يُستهان بها، والذين تتفاوت معارضتهم للسلطات الجديدة داخل كل دولة من الدول الثلاث. وضربت الصحيفة المثل بتولي سجين سابق رئاسة مصر في إشارة إلي الرئيس محمد مرسي الذي كان سجيناً أيام الثورة المصرية. ويري تقرير الصحيفة أنه بينما كانت المعارضة التي تشكلت من بقايا الأنظمة السابقة والليبراليين الغاضبين متوقعة بالنسبة للحكام الإسلاميين الجدد، إلا أنهم فوجئوا بالتحديات التي يفرضها السلفيون معتمدين علي ما يرو أنه حماس شعبي متزايد لأفكارهم، لم يكن موجوداً بالسابق. وتعريف السلفيين للديموقراطية والحريات الشخصية يختلف عن تعريف الآخرين لها بحسب الصحيفة. ويصب بعض قادة السلفيين أنظمتهم "بالجبانة" إلى درجة عدم الإقدام على تسيير السياسة المحلية والخارجية وفقاً لتعاليم الإسلام بحسب ما جاء في تقرير الصحيفة. وينقل التقرير قول الناشط السلفي جمال صابر بالقاهرة "إن الفرصة قد حانت الآن لاتخاذ خطوات شجاعة، إذا سرق اللص راتبك الشهري، ألا ترغب في قطع يده؟". وأضاف التقرير أن السلفيين يجمعهم هدف مشترك واحد وهو التطبيق الكامل للقانون الإسلامي، لكنهم يختلفون كثيراً حول ما يعنيه ذلك وحول الكيفية التي يحققون بها ذلك الهدف. ففي مصر انتهج السلفيون بحسب الصحيفة الأسلوب السلمي الديمقراطي وأقاموا عشرات القنوات التلفزيونية و "من الممكن أن يضيفوا إلى مقاعدهم ال25 بالبرلمان مقاعد جديدة بالانتخابات المقبلة لتسمح لهم بالضغط على الحكومة التي يهيمن عليها الإخوان المسلمون لتعيين المزيد من الوزراء السلفيين". أما في ليبيا، يقول التقرير، أنه بوجود فراغ أمني وانتشار للسلاح، تستخدم بعض المليشيات السلفية القوة المسلحة أو التهديد بها. في نفس الوقت يرفض السلفيون في تونس المشاركة الديمقراطية، وقد نفذت أقلية منهم أعمال عنف ضد معارض فنية، وبارات ومظاهر أخرى "لما يعتبرونه سلوكا مخالفا للإسلام". كما يقول سلفيون آخرون بتونس إنهم يسعون لتغيير المجتمع بإقناع الناس بأن الديمقراطية لا تتماشى مع الإسلام. ومضي التقرير أبعد من الدول الثلاثة ليشير بالخصوص إلي أن المجموعات السلفية أصبحت لاعبا مهما بكل من الكويت واليمن، كما أنها تمثل تحديا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. التي خصها التقرير بالقول بأن الحكومة الأميركية تصنف حماس كتنظيم إرهابي "لكن السلفيين في غزة ينتقدونها لأنها في نظرهم أكثر اعتدالا مما يجب لوقفها إطلاق النار بالأمر الواقع مع إسرائيل". وأشارت واشنطن بوست إلى أن دورا أكثر نفوذا للسلفيين بالأنظمة العربية الجديدة يزيد من تعقيد الأمور للولايات المتحدة التي لا تزال تجتهد لفهم أيديولوجيات الأحزاب الإسلامية الحاكمة الجديدة مثل الإخوان المسلمين. وختم التقرير بأن مسؤولي الأمن بأميركا والغرب عموما يشعرون بالقلق جراء الحيرة و عدم الرؤية الواضحة لتمييز الخيط الفاصل بين السلفيين الذين يلعبون في إطار القانون وأولئك الذين يلعبون خارجه، خاصة في ليبيا.