اعتبر السيد عادل دحماني أن مواجهة القرصنة والغش والتقليد، من بين المبادئ والأولويات التي تضعها مجموعة ''سيسكو'' في السوق الجزائرية، على غرار كافة الأسواق التي تنشط فيها، لأنها من المبادئ التي تتقيد بها. وأوضح دحماني ل''الخبر'': ''تطور وسائل الإعلام الرقمية غيّر من النظر حول الملكية الفكرية، وبما أن انتشار التكنولوجيا قد سمح بتطوير الاستنساخ الرقمي والتوزيع غير المرخص له لنسخ المحتوى المحمية بحقوق الملكية وعلى ضوء انتشار مثل هذه المظاهر، فإن موقف ''سيسكو'' يتمثل في حماية الحقوق الفكرية كأولوية لنجاح الشركة: ونرى أن هذا العامل شرط لنمو المجتمعات الديمقراطيات والأنظمة الاقتصادية، ونسعى إلى احترام مبدأ حماية المنتجات وإرساء التدابير الضرورية للحماية وتفادي فرض مقاييس تكنولوجية من قبل الحكومات، لأن التجربة بيّنت بأن أفضل التكنولوجيات هي التي يتم تطويرها في السوق ذاته، لتتكيف مع خاصيته''، مضيفا أن القطاع الخاص مطالب بأن يعمل بمفرده لتسوية مثل هذه المشاكل المتصلة بحماية الملكية الفكرية، خاصة أن هنالك منافسة بين العديد من المؤسسات التي تطور منتجات وخدمات، تمنع من خلالها تحويل أي محتوى غير أصلي للدفع إلى الاستخدام القانوني للمحتوى. من جانب آخر، أكد ذات المسؤول أن ''الجزائر عرفت خلال السنوات الماضية تطورا في النشاطات المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، ولاسيما فيما يتعلق بالنفقات المتصلة بالمعلوماتية، نظرا لعدة عوامل، منها التأكيد على أن قطاع الاتصالات أضحى عامل تطوير وتنمية، كما أن الجزائر أضحت تصنف كأرضية للنمو في منطقة شمال إفريقيا، كما نلاحظ أن القطاع العمومي يبقى زبونا رئيسيا لتكنولوجيات الإعلام والاتصال خاصة في مجالات الصحة والحكومة الإلكترونية، إضافة إلى التعليم الذي يمثل فرصة لتسويق المنتجات ولإنجاز الاستثمارات الخاصة بالقطاع وتقليص التكاليف في السوق. في نفس السياق، شدد عادل دحماني على أهمية مسايرة التطور الذي يعرفه قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال وإرساء الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص، مضيفا بأن القطاع الخاص يساهم في بعث الاقتصاد، فيما يتعين إيجاد صيغ لمصاحبة السلطات العمومية. وعن مساهمة ''سيسكو'' في تقليص الفجوة الرقمية والتأخر التكنولوجي في الجزائر، أكد نفس المسؤول أن هنالك منحى لتقليص التكاليف خاصة بالنسبة لتعميم الولوج إلى شبكة الأنترنت والاستفادة من أجهزة الإعلام الآلي وتنويع الخدمات المتصلة بتعميم الرقمنة والإعلام الآلي، مضيفا أن الشرط الأولي لضمان تطوير الرقمنة هو القيام ببنى تحتية صلبة تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، من خلال اعتماد مقاربة خاصة ب''سيسكو'' تعرف بتحويل البلدان من خلال العمل بالتنسيق مع الحكومات لتعميم استخدام التكنولوجيا الرقمية. ومن بين أهم المشاريع التي تقوم ''سيسكو'' بتطويرها، إلى جانب توفير الحلول التكنولوجية لحماية المعطيات الخاصة بالمؤسسات والهيئات، ضمان التأهيل والتكوين من خلال برامج متخصصة مثل ''سيسكو ناتووركينغ أكاديمي'' ومعاهد ''سيسكو للمقاولين'' التي تستفيد منها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالخصوص. أما الشبكة الأولى، فقد اعتمدت، حسب دحماني، لتكون نماذج للشراكة بين القطاعين العمومي والخاص، مع اعتماد شراكة مع الهيئات التعليمية ومنظمات غير حكومية. وتسمح الشراكة بتكوين الطلبة والشباب في مختلف تخصصات تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتوفير شهادات معترف بها دوليا. وتتواجد الشبكة على مستوى 19 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأكثر من 70 ألف طالب يستفيد من التكوين والتأهيل، واستفاد 168 ألف طالب من التأهيل والتكوين منذ إنشائها، علما أن ''سيسكو'' أقامت 33 شبكة تكوين وهي من أعلى النسب المعتمدة في المنطقة، ما يعكس الأهمية التي توليها المجموعة الدولية للسوق الجزائرية.