صدقت ''الخبر'' عندما عنونت ''جنازة الشاذلي رسمية بظلال عسكرية''، هدفها رسم ملامح الرئيس القادم للجزائر في .2014 ومن الغرابة بما كان أن تلتقي الجزائر الرسمية مع الجزائر العسكرية مع الفلول السياسية للفيس المحل، في اعتبار الشاذلي عنوانا مهما لهؤلاء.! هل هي الحقيقة.. حقيقة الرجل أم هو النفاق السياسي للسلطة والعسكر وبقايا الفيس على السواء.؟ فلو كانت السلطة القائمة صادقة في اعتبارها للشاذلي لما غيبته عن الحياة العامة طوال هذه المدة.! وأذكر هنا أن التلفزة الرسمية عندما اضطرت لعرض شريط عن اتحاد المغرب العربي في زرالدة ''منطجت'' الصورة وحذفت الشاذلي، في حين صورت ملك المغرب والقذافي والرئيس التونسي والموريتاني. وعندما يكون رؤساء الجيران أهم من رئيس الجزائر المتقاعد، لكم أن تحكموا على جدية السلطة الرسمية. ولو كانت المؤسسة العسكرية تقدر الشاذلي هذا التقدير الذي ظهر في الجنازة، أقصد القيادة العسكرية، لما حملوه على مغادرة الحكم بتلك الطريقة المهينة التي جعلته بمثابة الجندي الفار يوم الزحف الأكبر. أما الإسلاميون فأمرهم أشد نفاقا.. فقد تآمروا عليه عندما كانوا يسيطرون على الشارع، تآمروا عليه مع العسكر.. وتكفي شهادته أنه سمح بإعطاء رخصة الاعتماد للفيس من خلال وسائل الإعلام وهو رئيس جمهورية.. فمن أعطى الاعتماد إذن إذا لم يكن العسكر.؟! لذلك خرجوا للشارع يصيحون ''مسمار جحا لازم يتنحى''.! و''لا عمل ولا تدريس حتى يسقط الرئيس''.! وواضح من الشعارات أن الهدف هو الرئيس وليس العسكر الذي تحالف مع الفيس في الخفاء ضد أفالان مهري التي كانت تأمل في التنسيق مع الفيس لإنهاء حكم العسكر بصفة نهائية. وفي هذا السياق، لعب جناح في الفيس لعبة الدم مع العسكر، لأجل إبعاد أي حل سياسي للأزمة، بإمكانه أن يؤدي إلى تمدين الحكم. الشاذلي سلّم الحكم للجهة التي أتت به إلى الحكم وهم العسكر، مقابل أن لا يلاحق أو يحاسب ومقابل أن يلتزم السكوت.. وأذكر هنا أنه عندما أثيرت قضية علاقة ابنه بالشاب موحوش الذي أخذ ما أخذ من البنوك.. كتب الشاذلي رسالة إلى المؤسسة العسكرية، يذكرها فيها بالتزاماتها نحوه.. ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية نص الرسالة ونقلتها وسائل الإعلام.. وبالفعل عولج المشكل على نحو يرضي الشاذلي. نعم، العسكر هم من أتى ببن بلة.. وهم الذين خلعوه سنة 1965 وحكموا 13 سنة ببومدين أو حكم بهم البلاد.. وهم الذين أتوا بالشاذلي وحكموا به 13 سنة أخرى وعندما أتعبوه وأتعبهم أعاد لهم الأمانة.. وهم الذين أتوا ببوضياف وقصّروا في حمايته حتى لا أقول شيئا آخر يضعني تحت طائلة القانون.. وهم الذين أتوا بزروال.. وهم الذين أجبروه على الرحيل.. وهم من أتى ببوتفليقة.. وهم الآن يرتبون مع الفيس وغير الفيس من أحزاب البؤس لسيناريو آخر، يجلبون به خليفة بوتفليقة. سيتم العفو عن الفيس الهارب في الخارج في إطار المصالحة.. مقابل الموافقة على مرشح إجماع.. يكون بمثابة إجماع الجنازة التي أقيمت للشاذلي. هذا هو التفسير لأبّهة الجنازة الرسمية بظلال عسكرية ودعاية إسلامية تصالحية.. الله يستر البلاد من كارثة جديدة.!