أبعدت طائرة مقاتلة تركية، مروحية سورية أثناء قصفها لمنطقة أسمرين القريبة من الحدود التركية، فيما اتهمت الخارجية السورية أردوغان بالكذب بشأن وجود معدات عسكرية على متن طائرة سورية مدنية كانت قادمة من موسكو باتجاه دمشق، قبل تفتيشها في مطار تركي. أما ميدانيا، فقد تلقى الجيش السوري خسائر بشرية هي الأكبر من نوعها في يوم واحد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا منذ 19 شهرا. قال مسؤول تركي، أمس، إن ''مقاتلة تركية أقلعت من دياربكر، أبعدت مروحية سورية اقتربت من الحدود بين البلدين''. وأضاف: ''هذه المقاتلة أقلعت بعدما أرسل الجيش السوري مروحية مكلفة بقصف بلدة (أسمرين) السورية، التي سقطت في أيدي الثوار السوريين''. وكان 92 جنديا نظاميا قتلوا، أول أمس الخميس، جراء هجمات عدة لا سيما في إدلب حيث قتل 39 عسكريا، في حصيلة هي الأكبر التي تتكبدها القوات النظامية في يوم واحد منذ بدء النزاع. وذكرت وكالة ''فرانس برس''، استنادا إلى مصادر طبية، أن ما يقارب عشرة آلاف عنصر من القوات النظامية قتلوا وجرح عدد مماثل، منذ منتصف مارس ,2011 مع ارتفاع المعدل اليومي لقتلى القوات النظامية إلى عشرين. وتشهد مناطق سورية معارك ضارية بين الجيش الحر والجيش السوري على عدة جبهات، خاصة في إدلب وحلب ودرعا ودمشق حيث وقعت تفجيرات. على صعيد آخر، اتهمت الحكومة السورية رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بالكذب، على خلفية تصريحات قال فيها إن بلاده عثرت على معدات عسكرية وذخائر على متن الطائرة السورية التي أجبرتها السلطات التركية، أمس الأول، على الهبوط في أنقرة، وتحدت دمشقأنقرة أن تظهر تلك المعدات للرأي العام. وقال وزير الخارجية الروسي، سرغاي لافروف، إن الطائرة كانت تحمل أجهزة مرتبطة بالردارات، ولم تكن تخالف القانون، كما قال، ونفى وجود أي أسلحة على متن الطائرة. وقالت صحيفة ''كومرسانت'' الروسية. أمس، نقلا عن مصادر في قطاع تصدير الأسلحة في روسيا، إن الطائرة السورية كانت تنقل 12 صندوقا تحتوي قطع غيار خاصة بالردارات السورية. وقال أردوغان إن ''الوكالة الروسية التي تصدر الأسلحة وتبيعها هي الجهة المرسلة للمواد المصادرة، ووزارة الدفاع السورية هي الجهة المستلمة لها''. وأضاف أردوغان أنه لا علاقة لتأجيل زيارة فلاديمير بوتين إلى تركيا إلى 3 ديسمبر المقبل بقضية الطائرة السورية. من جهة أخرى، اتهمت الخارجية الروسية المعارضة المسلحة في سوريا بالإرهاب، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانتها. وقالت نائب مدير دائرة الإعلام والصحافة في الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن ''الإرهاب أضحى في المرتبة الأولى من بين أساليب المعارضة المسلحة، وهذا الوضع يثير قلقاً جدياً، لأنه يدل بوضوح على تعاظم دور الأصوليين في صفوف المعارضة السورية''. وأضافت: ''مجلس الأمن يجب ألّا يكتفي بإدانة الإرهاب، بل يجب التحرك ضده''. وفي السياق، يزور المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تركيا، نهار اليوم السبت، حيث سيلتقي وزير الخارجية التركي، أوغلو، وربما رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، وذلك بعد زيارة قادته إلى السعودية التقى خلالها الملك عبد الله بن عبد العزيز.