تواصلت، أمس، بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ''الأيسيسكو''، أشغال الندوة الإعلامية حول ''الإعلام العربي في زمن التحولات، هل انتصر للمهنية أم أجج الفتن؟''، المنظمة من قبل مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان، بعاصمة المملكة المغربية، الرباط، بالتطرق إلى موضوع كيف تفاعل الإعلام العربي مع الثورات، وحراك الشارع العربي في جلستي عمل ترأس إحداها الوزير الجزائري الأسبق محيي الدين عميمور، وشهدت تدخل عدة إعلاميين على غرار المدير العام لقناة الجزيرة، والسيد جورج إسحاق من مصر، وآسيا العتروس من تونس، نور الدين مفتاح من المغرب، وشريف الدين الفيتوري من ليبيا. وتميزت الجلسة الثانية بمداخلة السيد شريف رزقي، المدير العام مسؤول النشر لجريدة ''الخبر''، حيث تطرق إلى موضوع ''الحرية في زمن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم العربي''، والتي تأتي في ظل أزمة اقتصادية عالمية، تلقي بظلالها على ما يحدث في العالم العربي، حيث قال إن الاجابة على السؤال المطروح ''الإعلام العربي في زمن التحولات، هل انتصر للمهنية أم أجج الفتن؟''، أمر صعب، لأن المدة الزمنية التي مرت على الثورات العربية في تونس، ومصر وليبيا قصيرة جدا. وشدد السيد شريف رزقي على أن الإعلام العربي قبل قيام هذه الثورات، لم يكن يتوفر على الشرط الأساسي للممارسة الإعلامية وهو ''الحرية''، فضلا عن أن الدول العربية لم تكن تتوفر على الثقافة الديمقراطية الكافية لتمكين الصحفيين العرب من مسايرة ما حدث خلال تلك الثورات، ''حيث إن غياب الحرية أثر حتما وبطريقة سلبية على الممارسة الإعلامية وعلى الاحترافية والمهنية والصدقية في تناول هذه الأحداث، فليس عيبا أن يكون الصحفي منحازا، وإنما العيب أن يحرّف وأن يكذب على الرأي العام، فغياب الحرية، ومرور عشريات من الدكتاتورية، وحرمان المواطن العربي من إبداء رأيه حول ما يجري حوله، جعل الإعلام العربي تابعا، وتأخر في فهم ما يجري حوله''. وأردف المتحدث قائلا ''الشارع العربي وشباب الفايسبوك، وشبكات التواصل الاجتماعي، كانوا أكثر شجاعة من الإعلام التقليدي العربي، فهؤلاء صنعوا الحدث وقادوا الثورة، بينما بقي الإعلام التقليدي في حيرة من أمره، لأنه لا يملك الحرية اللازمة، ولأن وسائل الإعلام إما ملكا للحكومة أو خواص تربطهم مصالح أو علاقات وطيدة بالحكام''. وأضاف المدير العام مسؤول النشر ''لعبت وسائل إعلام عربية أخرى، والفضائيات خصوصا، والإذاعات والصحف، دورا في تأجيج تلك الثورات، ذلك لأن مصالح الدول التي تتحكم فيها تقتضي أن تنجح تلك الثورات بكل الوسائل، ولو لزم الأمر تقديم صور فيديو مشكوك في مصداقيتها حتى أصبح الإعلام طرفا في المعادلة''، مستطردا ''تذكرنا تلك الصور بحادثة ''تيميشوارا'' برومانيا، وشبكة ''سي آن آن'' خلال حرب الخليج الثانية، فقد شاهدنا حربا إعلامية شرسة بين دعاة إسقاط الأنظمة المعنية، ووسائل الإعلام التابعة لهذه الأنظمة، كانت معالجتها أقرب الى الدعاية منها إلى الإعلام''. كما تطرق المتدخل إلى تجربة ''الخبر'' مع تلك الثورات، خاصة ما يتعلق بكل من تونس ومصر، قائلا: ''حاولت ''الخبر'' أن تتسم بقدر كبير من المصداقية والاحترافية في نقل ما يحدث في البلدين، مع دعمها الكبير لمطالب الشعبين التونسي والمصري''، مضيفا أنه لا يوجد إعلام عربي واحد، وأشار إلى وجود اختلاف بين الصحافة المكتوبة في السعودية وقطر وتلك النشطة في الجزائروتونس ومصر، موضحا أن ملكية وسائل الإعلام لها دور أساسي في توجهها. للإشارة، تختتم، اليوم، أشغال الندوة الإعلامية بعاصمة المملكة المغربية الرباط، بعد أن تم طرح مختلف المقاربات والرؤى حول دور الإعلام العربي في زمن التحولات التي تعرفها المنطقة العربية. يذكر أن الجلسة الافتتاحية للندوة، شهدت تكريم 4 شخصيات إعلامية عربية، من قبل السيد عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ''الأيسيسكو''، ومن بينهم السيد محيي الدين عميمور من الجزائر.