قررت وزارة التربية الوطنية إيفاد لجنة تحقيق مركزية من أجل التقصي في أحداث التخريب والفوضى التي عاشتها ثانوية عمر المختار نهاية الأسبوع الماضي، في أعقاب تضامن تلاميذ مع زميلة لهم انتحرت عن طريق رمي نفسها من مرتفع جبلي بالجهة الشرقية لمدينة وهران. حسب ممثلة النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''سنابست''، على مستوى الثانوية مسرح أحداث التخريب التي شنها أكثر من ألف تلميذ يدرسون في المؤسسة صباح يوم الأربعاء الماضي، فإن أمين عام مديرية التربية كشف خلال تنقله إلى المؤسسة من أجل احتواء غضب المحتجين، عن تنقل لجنة وزارية في الأيام القليلة المقبلة للوقوف على الأسباب التي كانت وراء أحداث التخريب التي خلفت خسائر معتبرة، في ضوء تهشيم زجاج النوافذ، وتكسير الأبواب والكراسي، واقتلاع السبورات. وباستثناء تلاميذ الأقسام النهائية الذين رجعوا إلى مقاعد الدراسة صبيحة اليوم الموالي لأحداث الفوضى والتخريب، فإن تلاميذ الأقسام الأخرى واصلوا توجسهم في استئناف للدراسة دون تسجيل أي توتر آخر، في حين تنقل أمين عام مديرية التربية إلى عين المكان، وعقد جلسة عمل طارئة شارك فيها ممثلون عن الأساتذة والتلاميذ وبعض الأولياء، غير أن هذه الجلسة شكلت خيبة أمل لمجموع الأساتذة الحاضرين، حيث أوضحت ذات المتحدثة بأن الحاضرين من الأساتذة اضطروا إلى مغادرة الاجتماع بفعل تجرؤ بعض التلاميذ على أساتذتهم أثناء تدخلاتهم أمام مرأى ومسمع ممثل المديرية، مضيفة، بأن جُل الانشغالات التي طرحها التلاميذ تخص أمورا انضباطية منصوص عليها في القانون الداخلي والتعليمات الواجب احترامها للتحكم في سير المؤسسة والدراسة على حد قولها. واستغربت المتحدثة من سرعة رد فعل المديرية الوصية هذه المرة، في الوقت الذي لم تتحرك رغم تنظيم الأساتذة ثلاث احتجاجات متتالية منذ بداية الدخول المدرسي تنديدا بالمشاكل الكبيرة التي تعاني منها المؤسسة، مضيفة ''لو تحركت الإدارة في الوقت المناسب لحل المشاكل التي طرحناها، لما وقع الذي وقع، باعتبار أننا أخطرنا الجهات المعنية بقضية انعدام حارس عام ومساعدين تربويين، فضلا عن الانعدام الكلي للأمن داخل حرم الثانوية''.