عاشت ثانوية عمر المختار بحي العقيد لطفي بالجهة الشرقية لمدينة وهران، أمس، أحداث شغب وفوضى، أبطالها تلاميذ المؤسسة الذين ثارت ثائرتهم، تضامنا مع تلميذة تدرس في نفس المؤسسة، وافتها المنية إثر عملية انتحار، حيث صبّوا جامّ غضبهم على إدارة المؤسسة، وعمدوا إلى تهشيم النوافذ وتكسير الكراسي والطاولات داخل الأقسام، متسببين في خسائر معتبرة. وقد بدأ غضب التلاميذ المحتجين في الساعات الأولى من صباح أمس، حيث رفضوا في بداية الأمر الدراسة وبادروا إلى قطع الطريق المتاخم للثانوية، في حركة احتجاجية تضامنية مع زميلتهم التي انتحرت برمي نفسها من مرتفع بالطنف البحري الشرقي الأسبوع الماضي، لتلفظ أنفاسها قبل يومين، الأمر الذي استدعى تدخل مصالح الشرطة التابعة للأمن الحضري التاسع، حيث عمد أعوانها إلى تحرير الطريق وتوجيه المحتجين إلى داخل حرم المؤسسة. وحسب بعض أساتذة المؤسسة، الذين وجدتهم ''الخبر'' تحت وقع الصدمة داخل قاعة الأساتذة التي احتموا بها، فإن درجة هيجان التلاميذ بلغت منتهاها صباح أمس، باعتبار أنهم بمجرد إرغامهم على الدخول إلى حرم المؤسسة حتى أفرغوا غضبهم، من خلال تصرفات هيستيرية انتهت بخسائر مادية معتبرة، إذ قاموا بشكل جماعي بتهشيم النوافذ وتكسير الأبواب والكراسي والطاولات، فضلا عن اقتلاع بعض السبورات في أجواء فوضوية وصراخ، الأمر الذي أثار حالة ذعر في أوساط الأساتذة خاصة فئة النساء اللواتي اضطرت بعضهن إلى مغادرة المكان، إلى جانب تهريب السيارات من موقع الغضب خشية رشقها بالحجارة. ولم يتم التحكم في التلاميذ المحتجين الذين يتجاوز مجموعهم الألف تلميذ، بعد أن لجأوا، إضافة للتكسير، إلى الكتابات الحائطية التي طبعت المبنى الخارجي للمؤسسة وحتى داخله، حيث كتبوا شعارات ناقمة على الإدارة مطالبين برحيلها الفوري، في حين ندد الأساتذة بغياب الأمن الذي كاد أن يودي بحياتهم، لاسيما أن احتجاج التلاميذ سمح بتسلل غرباء فيما بينهم، تمكنوا من الولوج إلى غاية داخل المؤسسة، منتهزين حالة الفوضى العارمة. وأمام هذا الوضع، استنكر الأساتذة الوضع المزري الذي يمارسون فيه مهامهم في غياب الإدارة، وحتى مديرية التربية كما يقولون، منددين بالمشاكل الكبيرة التي يتخبطون فيها والتي استدعت توقفهم عن العمل في شكل احتجاجي، مطالبين بضرورة الإسراع إلى توفير الأمن وتنصيب حارس عام، وغيرها من الانشغالات الأخرى التي قدموها للجهات المعنية دون أن تلقى الصدى اللازم. يذكر بأن التلميذة المنتحرة، تدرس في السنة الأولى ثانوي، بعد أن قبلت الإدارة طلب إعادتها السنة الدراسية.