''كنابست'': الأولوية لرفع الأجور تباينت مواقف النقابات العاملة في الحقل التربوي من قرار وزارة التربية تثبيت تاريخ الدخول المدرسي. وجاءت ردود أفعالها بين مؤيد ومعارض لتأجيل الدخول المدرسي للسنة الجارية إلى غاية الفاتح من أكتوبر المقبل، حيث أرجعت الجهات المنددة بضرورة تأخير الدخول المدرسي إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، مع إلغاء العطلة الخاصة بشهر نوفمبر القادم، إلى ظروف اجتماعية بحتة تخص أوضاع الأساتذة وعمال التربية. وثمن الأمين العام للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، ''سنابست'' مزيان مريان، في اتصال ب''البلاد''، القرار الوزاري القاضي بترسيم 13من شهر سبتمبر المقبل، كأول يوم للانطلاق في الموسم الدراسي، معتبرا أن ''الإجراء بمثابة فرصة لتفادي إضاعة أسبوع عمل كامل''. وأكد رئيس نقابة ''سنابست''، أن قرار عدم تأخير الدخول المدرسي يعد ''صائبا''، على أساس أن البرنامج الدراسي ثقيلا ويستلزم مدة محددة لاستكماله، مشيرا إلى أن ذلك سيجنب المؤسسات التربوية اعتماد سياسة ''السرعة ضد الساعة'' لاستيفاء المقرر الدراسي خلال الموسم الراهن. من جهته، كشف نوار العربي، المنسق الوطني لنقابة ''كنابست''، أن طلب تأجيل الدخول المدرسي الذي تقدمت به بعض نقابات التربية ''لا يستند على أي أساس مقبول وليس له أي معنى''، على حد قوله. وذكر المتحدث، أن الناحية الاجتماعية التي استندت عليها الجهات المطالبة بتأجيل الدخول المدرسي ''لا تعد حجة مقنعة لذلك''، مستدلا بكون المشكل الأساسي الذي يفرض نفسه كأولوية النضال النقابي حاليا يرتبط بالدرجة الاولى بمسألة رفع أجور عمال التربية والأساتذة وليس في تأخير موعد انطلاق الموسم الدراسي أو تقديمه''. فيدرالية عمال التربية: ''الدخول في سبتمبر يوفر الوقت للتلاميذ'' وعلى غرار السنانبست و الكنابتس، عارضت الفيدرالية الوطنية لعمال التربية مطلب النقابات المستقلة بتأجيل الدخول المدرسي إلى غاية الفاتح أكتوبر. وقالت على لسان أمينها العام إن المطلب ليس منطقيا لعدة اعتبارات ''غير موضوعية''. واستغرب أمين عام الفيدرالية الوطنية لعمال التربية بوداح طلب النقابات المستقلة العاملة في الحقل التربوي تمديد العطلة الصيفية وتأجيل الدخول المدرسي إلى الفاتح من أكتوبر، مستهجنا ''المبررات'' التي قدمها ممثلو العمال من نقابات بشأن الدخول الذي يتقاطع مع شهر الصيام وعيد الفطر. وعلل بوداح موقفه بالقول إن الدخول المدرسي كما حددته وزارة التربية يوم 13سبتمبر يخدم أكثر الموسم الحالي، مضيفا أنه لا تأثير للصيام والحر على التلاميذ، بحكم أن ''الأسبوع الأول أو العشرة أيام الأولى من الموسم الدراسي كلها فترة انتقالية أو تمهيدية، إن لم نقل مضيعة للوقت، على اعتبار كونها مرحلة تحضير الدخول المدرسي إداريا وبيداغوجيا تتخللها أعمال إدارية من تسجيل وتوزيع التلاميذ على الأقسام وتوزيع الأساتذة على المستويات وكذا التحويلات إلى غير ذلك من العمليات التحضيرية التي تدخل في إعداد موسم عادي''. ''فالتأجيل يخدم أكثر الأستاذ، لكن لماذا نضيع وقت التلميذ في الوقت الذي نطالب فيه كنقابيين الوزارة بتخفيض حجم البرنامج والحجم الساعي للتلميذ''، يقول النقابي بوداح الذي يشدد على كونه ولي تلميذ قبل أن يكون نقابيا. وأضاف أنه ''ليس من المنطقي المطالبة بالشيء وضده في آن''. وبنظرة مسؤولة، يسترسل محدثنا، أن الكل يعلم، أساتذة، نقابيين وأولياء يعلمون أن الأسبوع الأول دائما يذهب سدى جراء التحضيرات الضرورية التي ترافق الدخول المدرسي كل سنة''. و''لنكن صرحاء مع بعض لماذا التلميح لمطالب لا قبل للتلاميذ بها مادام ليس ثمة مشكل يطرح حقيقة''، قال المتحدث . أما عن درس التوعية الذي يقدم كل عام حول مواضيع تربوية هامة ذات صلة بتربية النشأ سواء حول البيئة، الماء، حوادث المرور أو الزلازل أو العلم الوطني كما دأبت الوصاية على ذلك منذ سنوات خلت لافتتاح السنة المدرسية بموضوع تربوي يبقى عالقا في الذاكرة فذلك لا يعدو، حسب المتحدث، أن يكون أمرا شكليا. أما الباقي فيبقى مجرد ذهاب وإياب لاستكمال شروط بداية الدراسة من جانب التلاميذ وإعداد الظروف الإدارية والبداغوجية اللازمة من الطرف الإداري والمؤطرين.