ستبدأ إسرائيل بالإجراءات التنفيذية العملية في شهر أيار/ مايو من العام المقبل بكلفة مئة مليون دولار وذلك لإنشاء محطتين تنقية لمعالجة المياه العادمة والمالحة الخارجة من المستوطنات المقدرة بعشرين مليون متر مكعب سنويا قبل وصولها إلى نهر الأردن، وجعلها صالحة للزراعة، إضافة لإسالة عشرة ملايين متر مكعب إضافية من بحيرة طبريا في النهر. ويأتي هذا الاتفاق نتيجة للجهود المكثفة التي بذلتها سلطة وادي الأردن عبر لجنة المياه الأردنية الإسرائيلية المشتركة وذلك بعد مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي استمرت ثلاث سنوات لتأهيل نهر الأردن. وكان النهر يصب مليار و500 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنويا في البحر الميت، ولم يعد يحمل إليه حالياً سوى 20 مليون متر مكعب من المياه المالحة والملوثة، الأمر الذي أدى إلى انحسار مسطح البحر الميت المائي وتدني مستواه بمعدل متر كل سنة في منطقة هي الأكثر انخفاضا عن سطح الأرض ويعتبر نهر الأردن من أهم المصادر المائية السطحية في المملكة، ويفيد هذا الاتفاق في إعادة الحياة البيئية للنهر إلى جانب توفير هذه الكميات من المياه للأردن الذي هو بأمسّ الحاجة إليها بسبب شح المصادر والموارد المائية. وتعتبر بحيرة طبريا والجولان ونهر الجليل من أهم المصادر المائية التي تغذي نهر الأردن، إلا أن قيام إسرائيل بتحويل مياه هذه المصادر إلى أماكن أخرى غير النهر وتدفق مياه عادمة من المستوطنات ومياه مالحة جدا من مصادر أخرى بمعدل 20 مليون متر مكعب سنويا إلى نهر الاردن حولته إلى مجرى ضئيل من المياه الملوثة ذات الروائح الكريهة