عاشت وهران أمس، حالة استنفار قصوى، بسبب إقدام السلطات المحلية على تنفيذ قرار إزالة الأسواق الفوضوية المحيطة بمنطقة المدينةالجديدة بقلب المدينة، حيث نجحت قوات الأمن بمعية مصالح البلدية، في القضاء على كل التجمعات الفوضوية التي طوّقت المحلات والأسواق الشرعية لسنوات طويلة. شعر عامة سكان وهران بحركة غير عادية طيلة نهار أمس، نتيجة التواجد المكثف لقوات الأمن في كل المناحي والتجمعات المُتاخمة لحي المدينةالجديدة الذي خضع أمس لعملية تطهير شاملة، انتهت بالقضاء على الأسواق الفوضوية المنتشرة في كل أرجائه، حيث عاينت ''الخبر'' إثر جولة طافت من خلالها جميع المنطقة التعزيزات الأمنية الكبيرة التي تم تسخيرها، في ضوء تجنيد أعداد هائلة من أعوان مكافحة الشغب والشاحنات الكاسحة للطرقات، وعدد كبير من أعوان الأمن بالزي المدني الذين ظلوا يجوبون شوارع وأزقة أكبر تجمع تجاري في المدينة، ناهيك عن التعزيزات التي تم فرضها على مستوى مقر الولاية، من خلال تأمين المدخل الرئيسي من قبل عناصر قوات التدخل السريع تحسبا لأي طارئ، خاصة وأن التجار المعنيين هددوا بالاحتجاج قبالة مقر الولاية. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها ''الخبر'' من عين المكان، فإن العملية بدأت في الساعة السادسة صباحا، حيث استيقظ سكان المنطقة ورُوادها على مشهد تواجد كثيف لمصالح الأمن التي عمدت إلى إزالة كل الأسواق والطاولات الفوضوية رفقة أعوان مصالح البلدية الذين لم يتوقفوا طيلة اليوم عن إزالة كل المظاهر والمعدات الخاصة بالأسواق الفوضوية، وذلك على امتداد منطقة الطحطاحة إلى غاية ساحة روكس وشارع زبانة، وبالقرب من عمارات دار الحياة ومنطقة سبّالة الطلبة، وفي كل الأرجاء المحيطة بسوق سيدي عقبة للخضر والفواكه. وبالنظر إلى حساسية العملية، والعدد الهائل من التجار المعنيين بالأسواق الفوضوية موضع الإزالة، جنّدت السلطات الوصية حوالي 1500 شرطي تم استقدامهم من ولايات أخرى، على غرار غليزان وسيدي بلعباس تحسبا لأي مواجهات أو ردود أفعال من قبل التجار. في حين فضّل الكثير من أصحاب المحلات عدم فتح محلاتهم مخافة تسجيل انزلاقات أو أحداث شغب. وقد تجمّع عشرات التجار في مواضع مختلفة للتنديد بقرار الإزالة، كما عمد بعضهم إلى قطع بعض الطرقات لفترات زمنية قصيرة، حيث نجحت مصالح الأمن في تحريرها بشكل ودي وسلس.