شرع وحيد حاليلوزيتش، مدرّب المنتخب الوطني، في تحضير الرأي العام الجزائري إلى فشل مبرمج في الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا، حين بدأ يستعرض مجموعة من النقائص التي سجّلها على تشكيلته قبل موعد الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا. المدرّب البوسني ل''الخضر'' الذي تحرّج من تناول الإعلام بإسهاب اتفاقه مع الاتحادية على بلوغ نصف نهائي الدورة القارية، شعر بالضغط حين أوقعته عملية سحب القرعة أمام منتخبات قوية وهي تونس والطوغو وكوت ديفوار، ما جعله يضع أولى خطوات العودة إلى الوراء، بعدما أكد في ندوته الصحفية الأخيرة بأن تحقيق الأهداف المتفق عليها مستبعد. وحسب المدرّب الوطني، فإن التعداد الحالي يتعرّض عناصره لإصابات مختلفة، وهو الوضع الذي يجعله غير قادر على بلوغ نصف النهائي، وذكر البوسني أسماء تسعة لاعبين مصابين، وهي القائمة التي أراد حاليلوزيتش التداري وراءها لتغطية فشل مبرمج، رغم أنها تحمل عدّة مغالطات. والواقع أن أكثر من نصف اللاعبين المصابين، لا يعتبرون أساسيين في المنتخب منذ تولي حاليلوزيتش الإشراف عليه، بينما سقط آخرون من قائمته منذ مباراة غامبيا، والتعداد الذي واجه به منتخب ليبيا ذهابا وإيابا لم يضم سوى المدافع كادامورو والمهاجم سليماني. غياب حليش وبوفرة ويبدة وبوزيد لن يؤثر على المنتخب وتحدث حاليلوزيتش عن غياب المدافع مجيد بوفرة وتأسف أيضا لاعتزال عنتر يحيى، وهو الذي أعلن صراحة، عقب الفوز المحقق على منتخب غامبيا في بانجول في 29 فيفري الماضي، بأن النقطة السوداء للمنتخب تكمن في خط وسط الدفاع الذي كوّنه عنتر يحيى وبوفرة، كما أن تدوين اسمي المدافع رفيق حلّيش ولاعب الوسط حسان يبدة ضمن قائمة المصابين غير منطقي، لأن حليش لم يلعب للمنتخب منذ موسمين، فيما غاب يبدة عن ''الخضر'' منذ فيفري الماضي، والمنتخب حقق نتائج إيجابية من دونه، مثلما تباهى به المدرّب البونسي. واستشهد المدرّب الوطني أيضا بنقص المنافسة لدى ''الجوهرتين'' جابو وتجّار، رغم أنه وضع الأول خارج حساباته وجعله يتابع المباراة ما قبل الأخيرة من المدرجات، بينما كان يشرك تجار بديلا، ما يؤكد بأن هذا الأخير لا يعتبر أحد أهم الأوراق لدى المدرّب البوسني. وعلاوة على كل ذلك، فإن المدافع اسماعيل بوزيد الغائب بسبب الإصابة وتأخره في إيجاد فريق، لم يترك فراغا في وسط الدفاع، لا هو ولا بوفرة، على اعتبار أن الثنائي كارل مجّاني وسعيد بلكالام، قاما بدور كبير وملفت للانتباه في مقابلتي الذهاب والإياب أمام منتخب ليبيا. كما أن إصابة جمال الدين مصباح والياسين بن طيبة كادامورو، لن تمنعهما من المشاركة في ''الكان'' وهو الموعد الذي يفصلنا عنه أكثر من شهرين، ما يعني إمكانية تعافي هذا الثاني قبل نهاية الشهر الجاري على أقصى تقدير، في الوقت الذي عاد حليش إلى التدريبات مع فريقه. كما أن إصابة المهاجمين إسلام سليماني ورفيق زهير جبّور لا تدعو للقلق، فقد تم التأكيد بأن سليماني سيعود إلى المنافسة قبل شهر نوفمبر، على أن يعود قبله جبّور إلى المنافسة. المنتخب يملك عدة حلول وكل الأساسيين جاهزون بدنيا أما حديث المدرّب الوطني عن نقص المنافسة لدى الحارس مبولحي وثنائي الوسط الدفاعي لحسن وفديورة، ففيه مغالطة كبيرة، لأن حاليلوزيتش يملك ثلاثة حراس في قائمته وهم سيدريك وزماموش ودوخة، ولديه أيضا إمكانية الاستنجاد بالحارسين شاوشي وفابر إذا اقتضت الضرورة ذلك، بينما الحديث عن نقص المنافسة لدى لحسن وفديورة لا يستند إلى أي منطق، طالما أن نفس التعداد كان يعاني من الإصابات ونقص المنافسة في عهد رابح سعدان، ومع ذلك بلغ ''الخضر'' نصف نهائي ''الكان'' وتأهّل أيضا إلى المونديال، رغم أنه واجه منتخبات قوية من طراز مصر وزامبيا والسينغال وغامبيا. ويمكن للمدرّب الوطني الاستنجاد بعدة لاعبين لتعويض الغيابات، فهو يملك في تعداده المدافع شافعي من اتحاد الجزائر، ويملك أيضا إمكانية دعوة كريم زياني وجمال عبدون وهو يملك أيضا مهاجمين أقوياء من المحليين. وفي الوقت الراهن، يمكن للمدرب الوطني إشراك تشكيلة أساسية مكتملة مع لاعبين احتياطيين، فلديه دوخة في الحراسة ومهدي مصطفى على الجانب الأيمن ومصباح أو كادامورو على الجانب الأيسر حين يتعافى كل واحد، أو استدعاء حراك دون الحديث عن إعادة بلحاج، فيما يمكن إشراك بلكالام ومجاني في خط الوسط، طالما أن كل ذلك يصبّ في مصلحة المنتخب. ويملك حاليلوزيتش إمكانية الاعتماد على لحسن وفديورة بعد شهرين، فضلا عن تألق فيغولي وقادير، ويمكن أيضا الاعتماد على خالد لموشية ورياض بودبوز، فيما يوجد سوداني في أفضل أحواله، ما يعني بأن المنتخب الجزائري لن يتأثر لأي غيابات تحدث عنها حاليلوزيتش، طالما أن أغلب الأساسيين يتواجدون في أفضل لياقة بدنية وفنية.