هون الوزير الأول، عبد المالك سلال، من تقارير خبراء تحدثت عن قرب نهاية مخزون النفط في الصحراء، فقال: ''لا ينبغي أن يخيفكم أحد، البترول متوفر والدولة قوية، وليست منطقتا حاسي مسعود وحاسي الرمل وحدهما الغنيتان بالبترول''. التقى سلال، أمس، بمدينة ورفلة بأعيان الولاية، خلال زيارة دامت يوما واحدا، عاين فيها مشاريع فلاحية ورياضية ومنشآت نفطية. وقال الوزير الأول لأفراد من تنظيمات محلية، تم اختيارهم لينقلوا له مشاكل المنطقة، إنه زار ورفلة ''لنعاين مدى تطبيق برنامج رئيس الجمهورية وما إذا كانت هناك نقائص، أو حاجة لتدعيمكم أو تصحيح اختلالات''. وأوضح أن ''إمكانيات الدولة كبيرة لدعم وتيرة إنجاز المشاريع إن كانت بطيئة''. وأعاب عبد المالك سلال على المشتغلين في الفلاحة، تأخرهم في الميدان مقارنة بنظرائهم في وادي سوف. وقال بالتحديد: ''ناس واد سوف هربوا عليكم في الفلاحة وهربوا على معسكر التي كانت رائدة في هذا المجال''. ودعا ولاية ورفلة إلى ''لعب دور آخر مطلوب منها في المستقبل، هو التحكم في التكنولوجيات الحديثة''. وأضاف: ''لا ينبغي أن يعطلكم أي شيء، وإذا كان هناك ما ينبغي أن نقوم به، سنفعله دون مزية منا''. وتناول سلال في كلمته مشكلة عدم وفرة اليد العاملة في البناء، إذ قال أن مشروع بناء 4 آلاف سكن الذي توقف عنده، لم تجد السلطات المحلية اليد العاملة التي تنجزه. وأعلن بأن الحكومة مستعدة للاستعانة بالهنود إذا لزم الأمر. ومعروف أن المشاريع الضخمة في الأشغال العمومية والبناء في دول الخليج، خاصة في الإمارات، تنجز بسواعد هندية أساسا تعمل تحت درجات حرارة لا تطاق. يشار إلى أن سبعة وزراء رافقوا سلال في زيارته يشرفون على الداخلية والطاقة والسكن والصحة والرياضة والفلاحة والعمل، تدخلوا كلهم أثناء اللقاء مع الجمعيات والمنتخبين، لشرح برنامج قطاعاتهم في الولاية. وتلقى سلال من ممثلي سكان ورفلة ملفات مشاكل بالجملة، على رأسها أزمة التشغيل أو ما يسمى ب''تفضيل تشغيل يد عاملة من الشمال بدل الجنوب'' وما يحمله ذلك من شعور بالتمييز، عبر عنه الحاضرون لسلال بكل وضوح. وقال شاب بطال: ''ورفلة سيدي الوزير الأول تعاني من البطالة، ومشكلتنا سوناطراك التي تمارس التمييز، فمسؤولوها يرفضون تشغيل الإطارات التي تنحدر من ورفلة''. وذكر شخص آخر بأنه لا يستسيغ أن لا يكون في الحكومة وزير من ورفلة، ولا وال أو رئيس دائرة منها. وتعهد وزير الداخلية دحو ولد قابلية، عندما أخذ الكلمة، بأن يستدرك هذا الأمر. وقال بالتحديد: ''نحن بصدد تحضير برنامج متكامل في مجال الموارد البشرية لفائدة مناطق الجنوب، تحت توجيهات رئيس الجمهورية، وسوف يتم ترقية موظفين من ورفلة إلى مناصب رؤساء دوائر وولاة''. وتعهد وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، بتوفير ''الآلاف'' من مناصب الشغل بفضل مصفاة حاسي مسعود الجديدة وبفضل الهياكل الجديدة التي ستتوفر عليها مدينة حاسي مسعود التي تنطلق أشغال إنجازها العام المقبل، حسب يوسفي. وأفاد وزير التشغيل، الطيب لوح، بأن نسبة البطالة في ورفلة 4,9 بالمائة بينما تصل على المستوى الوطني 6,9 بالمائة. مشيرا إلى أن الطلب على الشغل كان أقل منه العام الماضي. وأحصت وكالة التشغيل الولائية 11 ألفا و800 طلب عام ,2011 فيما عرضت الشركات النفطية وغير النفطية 17 ألف منصب عمل. وقال لوح أن ما سمعه من الحاضرين بخصوص التشغيل ''يبين بوضوح موقع الخلل''، في إشارة إلى أن الأزمة لا تتحملها الوكالة الوطنية للتشغيل وإنما الشركات التي توظف اليد العاملة. وعبر ممثلو سكان الولاية بوضوح عن رفضهم مشروع الترامواي في مدينتهم، على أساس أنه لا يلائم بيئتهم الصحراوية. ورد سلال بقوله: ''إذا كنتم لا تريدونه سننقله إلى بلدية أخرى أو ننظم استفتاء لنعرف رأي سكان مدينة ورفلة في القضية''.