دخل عمال مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر ''الإيتوزا'' في إضراب مفتوح، منذ صبيحة أمس، احتجاجا على تماطل الإدارة في تجسيد مطالبهم. متسببين في إحداث أزمة نقل حقيقية عبر شوارع العاصمة. تجمّع صبيحة أمس، المئات من عمال ''الإيتوزا'' بساحة المركزية النقابية في أول ماي بالعاصمة، في اعتصام مفتوح. رافعين رايات تطالب بوقف ''الحفرة'' وطرد الأمين العام لفدرالية النقل بالاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي اتهموه ''بالوقوف إلى جانب الإدارة وتكسير الإضراب''، بعد مماطلة هذه الأخيرة في الاستجابة إلى مطالبهم وتطبيق الاتفاقية الجماعية والزيادة في الأجر القاعدي وإعادة النظر في منحة القفة، مع إدماج العمال المفصولين وإرجاع سائقي الترامواي إلى مؤسسة ''الإيتوزا''. وقال ممثل العمال محمد خروبي ل''الخبر''، إنه بعد الإضراب الأخير الذي شنّه العمال بتاريخ 16 أكتوبر المنصرم، عقد اجتماع بين كل من المدير العام للمؤسسة ياسين كريم وممثلين عن الاتحاد الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين وممثلي فيدرالية النقل، على مستوى المركزية النقابية التي تكفّلت بنقل انشغالات العمال، وتم التوصل إلى جملة من النتائج أهمها تطبيق بنود الاتفاقية الجماعية، منها زيادة مبلغ 2250 دينار في الأجر القاعدي بأثر رجعي ابتداء من أول ماي 2012، كما تقرّر رفع منحة القفة ب200 دينار لتصبح 450 دينار وإعادة إدماج العمال المفصولين بعد تقديمهم للطعون، وتسديد المخلّفات المالية لثلاثة عمال كانوا يدينون بها للمؤسسة، كما تقرّر صرف المنح التشجيعية لجميع العمال بدون استثناء. وبخصوص وضعية سائقي الترامواي، فإنه تقرّر إبقاؤهم تحت وصاية ''إيتوزا''، إلا أنه كما قال محدثنا ''الإدارة تنكرت ورفضت تطبيق أي بند من بروتوكول الاتفاق الموقّع بين الأطراف في 16 أكتوبر، بل وتواصل خرق القانون برفض إدماج العمال المتعاقدين، حيث أن هناك بعض العمال أمضوا 5 سنوات يشتغلون بعقود لمدة عام وتم تجديد عقودهم ل6 أشهر فقط قصد ترهيبهم ومساومتهم''. من جهته، قال جمال آيت مجقان ممثلا للعمال: ''ليس هناك حسن النية لدى الإدارة بدليل رفض المسؤولين تطبيق النقاط المتفق عليها، خاصة إدماج العمال المطرودين رغم إيداعهم للطعون منذ 6 أشهر، بل إن الإدارة تواصل سياسة الترهيب والحفرة ضد العمال، مع رفض إعادة تشكيل المكتب النقابي، والغرض من كل ذلك طرد العديد من العمال، آخرها حين تم طرد سائق منذ أيام''. وطالب المحتجون بلجنة تحقيق رئاسية لأنهم لم يعودوا يثقون في اللجان الوزارية، مع رحيل المدير العام والأمين العام للنقابة، وتشكيل مكتب مؤقت للنقابة إلى غاية إجراء الانتخابات. وتسبّب الإضراب في شلل خطوط النقل بالعاصمة، خاصة بالمحطات الكبرى أول ماي وباش جراح وساحة أودان، مما جعل الإدارة تستنجد بالخواص وحافلات نقل الطلبة لكسر الإضراب، في حين استغل سائقو سيارات الطاكسي الفرصة لفرض التسعيرة ب''الكورسة'' بدل العداد. من جهته، أكد المدير العام ل''إيتوزا'' ياسين كريم في اتصال ب''الخبر''، أنه بتاريخ 16 أكتوبر المنصرم أمضى مذكّرة تفاهم لتطبيق بنود الاتفاقية الجماعية والزيادات في الأجور والمنح. غير أن العمال المحتجين تسرّعوا، لأن الأجرة الشهرية لم تجهز بعد ''وكان عليهم الانتظار إلى ما بعد 22 إلى 30 نوفمبر ومن بعدها يقولون إننا لم نستجب لمطالبهم، لأن أجورهم لم تصرف بعد''. وبخصوص العمال المطرودين، قال محدثنا ''إن هناك لجنة على مستوى مديرية الموارد البشرية لإعادة دراسة الملفات، وكان من المقرر أن تنطلق في عملها يوم أمس، إلا أننا تفاجأنا بالإضراب''.