قال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، مستشار الرئيس المصري، إن مصر لم تعد كنزا إستراتيجيا لإسرائيل، وسياسة مصر أصبحت واضحة للجميع وهي نصرة فلسطين. وأكد في حديثه مع ''الخبر'' أن مصر لن تسمح باستمرار العدوان على غزة، مشيرا إلى إجراءات تصاعدية أخرى من جانب القاهرة إذا أصرت إسرائيل على إراقة الدماء الفلسطينية، مؤكدا أن زيارة رئيس الوزراء المصري لغزة تهدف إلى التهدئة والتضامن وتقديم المساعدات الطبية. ما تعليقكم على قرار الإدارة المصرية بسحب سفيرها لدى تل أبيب وزيارة هشام قنديل لقطاع غزة احتجاجا على استمرار العدوان ؟ أعتقد أن هذا التطور النوعي في السياسة الخارجية المصرية حيال القضية الفلسطينية خطوة جيدة وجريئة، فقد آن الأوان لأن تكون استجابة ومواجهة للعربدة الإسرائيلية حتى لا تمر أفعالهم الإجرامية مرور الكرام في هذا الإطار، كما أن النظام السياسي المصري الحالي لا يقبل بأن يكون كنزا إستراتيجيا لأعدائه كما كان الحال في عهد مبارك، الأمر هنا يتعلق بضرورة أن يكون موقف مصري تسنده جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية، كما أدعو جميع الفصائل الفلسطينية إلى رص الصفوف ووضع الخلافات جانبا، والعمل فورا على إنجاز الوحدة الوطنية والوقوف موحدين في وجه العدوان، لأن التصالح سيشكل طاقة وقدرة لإحداث تغيرات نوعية في القضية الفلسطينية، وجني مجموعة من المكاسب جراء هذا الاعتداء، وأجدد دعوتي لكل الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها بأهمية استثمار الحدث في إطار موقف حاد وشديد. يرى بعض المحللين أن هذا العدوان جاء بتنسيق أمريكي، ما قولكم؟ بالتأكيد أن هناك مساعدة من الغرب وأمريكا على وجه الخصوص لتنفيذ هذا الاعتداء الوحشي، وتعرفون أن إسرائيل الطفل المدلل الذي يسير في طريقه بالبلطجة في المنطقة، لذا وجب علينا كعرب ومسلمين الضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتصال بهما مباشرة، وعرض عمل إسرائيل الهمجي على مجلس الأمن، بهدف إيقاف هذا العدوان وتحرير الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وهو أمر يحتاج إلى تكاتف العرب والمسلمين وتوحيد جهودهم من خلال إرادة سياسية وقرار واحد. وما تفسيركم لاختيار هذا التوقيت بالتحديد لتنفيذ العدوان؟ أعتقد أن اختيار هذا التوقيت هو محاولة لإيصال رسائل لأهل غزة وهي رسائل شديدة الخطورة، وكذلك إحراج مصر، حيث تسعى إسرائيل إلى جر مصر إلى أي عمل، خاصة أن مصر تعبر، منذ مجيء الرئيس محمد مرسي، عن سياسة مختلفة عن سياسة الكنز الإستراتيجي إلى سياسة ذات مواقف ثابتة وواضحة لنصرة فلسطين، ومصر ردت برسائل واضحة وهي أننا لن نكون كنزا إستراتيجيا لإسرائيل مثلما كان يحدث مع النظام السابق، ولن نكون أداة في الحصار على غزة، ولن نقبل أو نصمت عن الدماء الفلسطينية، ولدينا أدوات كثيرة للضغط سنستخدمها تباعا. وما هي الخطوات التي ستتبعها القاهرة لوقف هذا الاعتداء؟ الأكيد أن مصر ستواصل ضغوطاتها، لكن هذا العدوان الغشيم لن ينتهي إلا بتظافر وتوحد الجهود، في إطار جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فالموقف العربي الإسلامي الموحد هو الحل الأمثل في هذه القضية، وأعتقد أن مصر تسعى الآن لتوحيد الموقف العربي والإسلامي، وحشد الرفض الدولي لإراقة الدماء الفلسطينية، ومصر لن تسمح باستمرار العدوان على غزة وإراقة دماء الشهداء، ونحتاج إلى دعم دولي وإسلامي، فزيارة رئيس الوزراء إلى غزة تهدف بالأساس إلى التهدئة وإعلان التضامن المصري مع أشقائنا في فلسطين، أيضا تهدف لتقديم دعم طبي ومعنوي لأهالي القطاع، وتم فتح معبر رفح من الجانبين، وتم فتح المستشفيات المصرية لاستقبال الحالات الفلسطينية، وسنستخدم كل الطرق والوسائل المشروعة لحقن الدماء الفلسطينية، ووقف العدوان على غزة.