تم رسميا إطلاق غرفة التجارة والصناعة السويدية الشمال إفريقية التي تضم الجزائر ومصر والمغرب وتونس، في سياق تشجيع المبادلات التجارية والمشاريع الاستثمارية بين الجانبين، السويدي والشمال إفريقي، في وقت ينتظر قيام وفد هام من رجال الأعمال وممثلي الشركات السويدية بزيارة إلى الجزائر مطلع السنة المقبلة. وأشار السيد سعد بن عطا الله، عضو المجلس الجهوي لمنطقة كالمار السويدية وعضو المجلس التنفيذي لغرفة التجارة السويدية الشمال إفريقية المكلف بالجزائر، إلى أن المشروع يكتسي أهمية بالغة، كونه يجمع أهم الشركات والمجموعات السويدية المتخصصة والهيئات المكلفة بالتجارة والاستثمار، ويضمن بالتالي تحقيق عدّة مزايا للبلدان المغاربية، خاصة الجزائر. وتم اعتماد الغرفة، رسميا، بستوكهولم، العاصمة السويدية، كمرحلة هامة تسمح بتطوير الشراكة التجارية والاستثمارية، وتلبي متطلبات وحاجيات دول المغرب العربي في مجال الاستثمار، وهو ما تم التأكيد عليه من قبل السيدة إيفا والدار، المديرة العامة للتجارة الخارجية لدى وزارة الخارجية السويدية. في نفس السياق، أكد سعد بن عطا الله أن المشروع يحظى بدعم من قبل سلطات الدول المغاربية والسويدية بالخصوص، حيث قدم المجلس الدولي للصناعة السويدية ووزارة الخارجية السويدية وسفراء الدول المعنية بالمشروع وغرفة التجارة لستوكهولم، إضافة إلى مؤسسات ومجموعات سويدية عريقة، مثل ''فولفو'' و''ابي بي'' و''إيريكسون''، وهي شركات عملت وتعمل في السوق الجزائر منذ سنوات طويلة، إضافة إلى هيئات أخرى متخصصة. على صعيد متصل، أكد رئيس الغرفة السويدية الشمال إفريقية، ماتياس موسبيرغ، الذي كان سفيرا للسويد في عدة بلدان مغاربية، أن هدف الهيئة الجديدة المتواجد مقرها الرئيسي في ستوكهولم هو التحوّل إلى نقطة ربط واتصال وجسر تجاري بين السويد ودول شمال إفريقيا، لإحداث ديناميكية في المبادلات التجارية وتدعيم الشراكة والتعاون. بالمقابل، أشار ياسين سلامتي، الأمين العام للهيئة وأحد المبادرين بالمشروع، إلى أن الغرفة ستضع الأسس التي تمكّن رؤساء المؤسسات من الاستفادة من عدّة خدمات تساهم في تدعيم المؤسسة في بلدانهم، وتسهل أيضا تواجد الشركات السويدية في بلدان شمال إفريقيا والعكس أيضا، أي تسهيل دخول المنتجات أو المؤسسات إلى السوق السويدية. من جانبه، اعتبر سعد بن عطا الله أن الشراكة السويدية الشمال إفريقية تكتسي أهمية بالغة لما تمنحه من فرص استثمارية للمؤسسات، كما أن تواجد شركات عريقة وكبيرة في الغرفة سيساهم في تدعيم تواجدها في السوق الجزائري، خاصة أن الجزائر سوق بكر وجذاب بالنسبة للسويد حاليا، لما يتمتع به من مزايا تنافسية وتفضيلية. وعلى هذا الأساس، يرتقب أن يزور وفد أعمال سويدي هام الجزائر، للتباحث حول إمكانيات إقامة شراكة ومشاريع في الجزائر، ومصاحبة الشركات السويدية وتحويل التكنولوجيا في عدّة قطاعات، من بينها الطاقة المتجدّدة وتطهير المياه والخشب وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والنقل البحري. وبإمكان الشركات السويدية، حسب سعد بن عطا الله، أن تقدّم الكثير للسوق الجزائري، بالنظر إلى مستوى التقنية التي تحوزها والاستعداد الكبير للعمل في السوق الجزائر خصوصا والمغاربي عموما، دون أي خلفيات مسبقة، ونقل المعارف والتكنولوجيا والتكوين بناء على احتياجات السوق في الجزائر.