حذر الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، من الزلازل التي تضرب المدن الجزائرية من حين لآخر. وأفاد الخبير بأن بعض الولايات الشمالية، تتعرض إلى 60 زلزالا خفيفا شهريا. أوضح رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، في تصريح ل''الخبر''، بأن يوما دراسيا تم تنظيمه بحر الأسبوع الماضي بولاية باتنة، تم التطرق فيه إلى النشاط الزلزالي الذي تتعرض إليه الجزائر، وذلك بمشاركة خبراء من دول أوروبية، حيث تدارس المشاركون بالتفصيل نظريتين تتحكمان في الذبذبات الزلزالية وانعكاساتها على الجزائر. وقال الخبير إن الولايات الشمالية للوطن تتعرض إلى 60 زلزالا شهريا بقوة تتراوح ما بين 2 إلى 3 درجات على سلم ريشتر، وذلك نتيجة لظاهرة طبيعية تتمثل في دنو اللوحة الأرضية الإفريقية أو ما يعرف ب''التيكتونيك'' من اللوحة الأرضية الأوروبية، ما يتسبب، حسب محدثنا، في توليد زلازل بذبذبات خفيفة. واعتبر عبد الكريم شلغوم، أن المنطقة الجغرافية للجزائر تقع على حدود اللوحة الأرضية، ما يعرضها إلى نشاط مستمر، ولحسن الحظ أنها ظاهرة يمكن من خلالها التنبؤ بزلازل قوية، مستشهدا بأن الزلزالين الآخرين ببلدية مفتاح في البليدة وبجاية بقوة 2,5 درجات، مؤشران على ارتفاع وتيرة النشاط الزلازل، ما يعني احتمال قدوم زلزال عنيف في أي وقت. وتتقاسم الجزائر واليابان وقوعهما على نفس مسافة حدود اللوحات الأرضية، حسب شلغوم، وهو عامل قوي يمكن، من خلاله، التنبؤ بالزلازل العنيفة لاستباقها بأخرى خفيفة، مستدلا بالزلزال التي ضرب فوكوشيما مؤخرا، حيث تنبأ له اليابانيون احتكاما للزلازل الخفيفة. وكشف ذات المتحدث، أن الدورة الزمنية للنشاط الزلزالي في الجزائر على مقربة من اختتام زمنها المحدد والمقدّر بقرنين ونصف، استنادا إلى المراجع العلمية التاريخية، حيث مسحت زلازل قوية بلغت قوتها 8, 7 درجات على سلم ريشتر، ولاية البليدة سنة 1826 ووهران 1790 والجزائر العاصمة سنة 1672، مشيرا إلى أن مهندسا إسبانيا دوّن شهادة في أحد المراجع، كشف فيها هجرة الإسبانيين لمدينة وهران، عقب الزلزال الذي استطاع وقتها تحطيم أسوار بنوها بعرض سمكه 1000 متر في دقيقة واحدة. وأفاد الخبير عبد الكريم شلغوم، بأن اليوم الدراسي الدولي المنظم في ولاية باتنة، كان فرصة لتذكير السلطات الجزائرية بالاقتراحات المرفوعة من قبل نادي المخاطر الكبرى، من خلال اعتماد أساليب الوقاية في بناء السكنات المقاومة للزلازل والتي قال عنها محدثنا، إنها ما تزال غير مطبقة ب''أسلوب صحيح''، ما قد يعرض الواجهة العمرانية لولايات الشمال في حال ضرب الزلزال إلى انهيار كلي، لاسيما منها المشيدة خلال السنوات الأخيرة، نظرا لسوء اختيار الأرضية.