الأرض عرفت 0022 هزة أرضية في 1102 بعدما كانت 008 هزة قبل عشر سنوات طمأن الأستاذ عبد الكريم شلغوم، الخبير في الكوارث الطبيعية، الجزائريين من احتمال وقوع زلزال كبير، بعد أن أربكتهم حركة الأرض التي اهتزت أكثر من مرة تحت أقدامهم في الفترة الأخيرة، والتي تزامنت مع شهر ماي الذي شهد قبل تسع سنوات زلزالا مدمّرا بولاية بومرداس، شرق العاصمة، خلف أكثر من 1391 قتيل. قال رئيس نادي المخاطر الكبرى، في تصريح ل''الخبر''، إن النشاط الزلزالي الذي عرفه شمال الجزائر وبعض المناطق الداخلية حركة عادية لطبقات القشرة الأرضية، مستبعدا أن تكون تنبيها لخطر زلزالي كبير قادم. ورغم اعترافه بأن النشاط الزلزالي عبر العالم قد تضاعف في العشر سنوات الأخيرة، إلا أنه استبعد إمكانية التنبؤ علميا باهتزاز الأرض، مشيرا إلى أن العالم شهد سنة 2011 وحدها 2200 هزة أرضية، في حين لم يتجاوز النشاط الزلزالي قبل عشر سنوات 800 هزة عبر العالم. وأوضح الخبير في الكوارث الطبيعية في السياق: ''أكدت دراستنا أيضا لما قبل زلزال فوكوشيما اليابانية المدمّر السنة الماضية، أن المنطقة شهدت نشاطا زلزاليا كبيرا في الثلاثة أشهر التي سبقت وقوع الزلزال. لكن، لا يمكن الاعتماد على هذه النتائج للتنبؤ بزلزال قوي في أي نقطة من العالم، في حال توفرت نفس المعطيات''. وأضاف الخبير عبد الكريم شلغوم أن طبقات القشرة الأرضية تحكمها قوانين الطبيعة، فتتحرّك في الوقت والمكان الذي يجب أن تتحرّك فيه، دون أن يسبق الزلزال إشارات تنذر بوقوعه. ونفى المختص في الهندسة المقاومة للزلازل الاعتقاد السائد لدى الجزائريين بأن الزلازل مرتبطة بأشهر معيّنة، مثل شهري أكتوبر وماي، أو مواسم معيّنة، أو حتى مناخ محدّد، مواصلا: ''هذه التصوّرات بعيدة تماما عن الحقائق العلمية، فلا علاقة بين الزلازل والحرارة أو أشهر محدّدة، ولا تربطها أي علاقة بالقمر وحركة المدّ والجز كما يفسر البعض. هي حركة موجودة منذ آلاف السنين، وستبقى كذلك ما بقيت الحياة على هذه الأرض''. وانتقد الخبير التفسيرات الخاطئة التي يقدّمها بعض الخبراء للمواطنين في قراءة الظاهرة الزلزالية، وفيها تلاعب بعقول الجزائريين واستخفاف بالحقائق العلمية: ''يكرّر العديد من الخبراء عند حدوث زلزال أنه نشاط عادي، لأن الأرض تتنفس، وهذا التفسير بعيد تماما عن الحقيقة العلمية''. وشدّد المتحدث على أن شمال الجزائر منطقة ذات نشاط زلزالي، وشهدت عدة زلازل مدمّرة عبر التاريخ، وعلى الجزائريين أن يتعوّدوا ويتعايشوا مع هذه الحقيقة، مواصلا: ''التاريخ يؤكد أن كل المناطق الشمالية للجزائر شهدت زلازل مدمّرة، على غرار عنابة وجيجل وبرج بوعريريج وقسنطينة شرقا، والعاصمة في الوسط، ووهران، وكل هذه المدن دمّرت عن آخرها في فترات تاريخية''. وأكد محدثنا أن الحل في مواجهة الزلازل المدمّرة يكمن في التأقلم معها، ومقاومتها باعتماد البنايات المؤسسة على هندسة مقاومة للزلازل. يشار إلى أن الجزائر شهدت في الفترة الأخيرة نشاطا زلزاليا كثيفا، حيث اهتزت الأرض في 18 من الشهر الجاري بأفلو في ولاية الأغواط، والتي ضربها زلزال بقوة 9,4 على سلم ريشتر، دون تسجيل خسائر. كما شعر سكان بني حوى بالشلف، غرب العاصمة، بزلزال بلغت قوته 5 درجات على سلم ريشتر، دون وقوع خسائر أيضا. كما تعرف عدة مناطق بالعاصمة يوميا هزات خفيفة، على غرار الدويرة، عين البنيان وعين طاية. وشهد حوض البحر الأبيض المتوسط أيضا نشاطا زلزاليا كثيفا مؤخرا، آخره في إيطاليا التي اهتزت فيها الأرض الأحد الماضي في زلزال بلغت قوته 6 درجات على سلم ريشتر، وخلف سبعة قتلى، تلته 35 هزة ارتدادية.