أثارت الهزات الأرضية المسجلة في الآونة الأخيرة بمختلف أنحاء الجزائر قلقا محسوسا لدى الجزائريين مرده التخوف من حادث زلزالي –لا قدر الله- خاصة وأنه سجل صباح أمس وفي حدود الساعة الخامسة وست دقائق هزة أرضية بقوة 3.5 درجة بولاية البليدة، وحدد مر كز الهزة يقع على بعد 02 كيلومتر جنوب مدينة حمام ملوان، وذلك بعد أيام فقط من هزة أرضية بقوة 3.2 درجة بقالمة وقعت على الساعة العاشرة و عشر دقائق من صباح اليوم الثلاثاء الماضي، على بعد 18 كيلومتر جنوب شرق الولاية قالمة. وكانت هذين الهزتين قد سبقتها هزة أرضية بقوة 1ر5على سلم ريشتر شمال غرب الشلف في 16 ديسمبر الماضي، على الساعة الثامنة مساء و 34 دقيقة بالتوقيت المحلي. وأوضح بيان لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء حينها أن مركز الهزة حدد على بعد 11كيلموتر شمال غرب الشلف. وفي سياق التطرق إلى تحليل الظاهرة، أكد الدكتور جليت حمو رئيس مصلحة بمركز البحث في علم الزلازل في تصريح ل "الشروق اليومي" أن الهزات الزلزالية المسجلة في الآونة عبر عدد من أنحاء الوطن تعتبر نشاط عادي لا يبعث على القلق، مصنفا ذات النشاط ب"الايجابي" مما يساعد بحسبه على "خسر" الطاقة المختزنة في منطقة الصدوع بسبب تصادم اللوحة الإفريقية مع اللوحة الأوروبية، واعتبرها بالحركة المعتدلة نظرا للهزات الخفيفة والمعتدلة التي لا تتراوح الخمس درجات على سلم ريشتر، مشيرا إلى تسجيل ما معدله 40 إلى 50 هزة أرضية خفيفة شهريا، تتراوح ما بين درجة واحدة إلى أربع درجات وأحيانا تصل إلى 4.8. وأوضح المتحدث أنه ليس من الجيد اختزان الطاقة في منطقة زلزالية لفترة زمنية طويلة، وقال أنه في حال استمرار حصر الطاقة لمدة تصل إلى 20 سنة على سبيل المثال قد يتسبب ذلك في انسداد للمنطقة قد يؤدي إلى هزة كبيرة في نهاية المطاف لتفريغ تلك الشحنات المختزنة. وأفاد الدكتور جليت أن للزلزال وجهان صامد وصامت أحيانا، موضحا أن خمس درجات لا تؤثر على البناءات المشيدة وفق معايير وقوانين البناء، باستثناء منطقة البناء التقليدية التي قد تتعرض للانهيار ويحدث على مستواها أضرارا متفاوتة، ويبقى بحسبه البناء عصري متماسك حتى في حالات تسجيل درجة من مقدار 5.5 على سلم ريشتر، وأضاف أن المواطنين ما فوق أربعة درجات يشعرون بالمنطقة المركزية والمجاورة لموقع الاهتزاز. ودعا الباحث جليت الى التحسيس بعملية النشاط الزلزالي الصدوع تتنفس شيئا فشيئا وليس هناك انحصار، "ليس هناك أي نشاط غير عادي المعطيات والإحصائيات، تفيد أن بعض المناطق التلاميذ رموا بأنفسهم من طوابق المدارس"، مؤكدا أنه يجب أن نكون متضمنين لإفهام الظاهرة وتحتاج العملية الى ثقافة.. وانتقد المتحدث المدعين بعلم اقتراب المواعيد الزلزالية، مستدلا بمن لديهم خبرات مجال في البحث العلمي لعلوم الأرض الذين لم يتوصلوا بحسبه الى قانون للتنبئ لهذا الامر وعليه لا يمكن القول ان النشاط لديه علاقة بزلزال مرتقل -لاقدر الله- "لدينا اتصال مع الباحثين عبر العالم ونحاول البقاء على اطلاع بكل المستجدات". تجدر الإشارة الى أنه ووفقا لإحصاءات صادرة عن المركز مؤخرا فان الجزائر تعرضت خلال الأشهر الاخيرة لما بين 30 الى 40 هزة أرضية خفيفة ومتوسطة شهريا، ومنها ما حصل خلال الصائفة الماضية كان قد سجلت هزة أرضية بقوة 3.5 بالجزائر العاصمة ب 23 جويلية، فيما سجلت في 12 جويلية بولاية عين تيموشنت هزة أرضية خفيفة بلغت شدتها 2.8 درجة وحدد مركز الهزة على بعد 11 كيلومترا شمال غربى الولاية. للإشارة، فقد تدعم المركز الوطني للجيوفيزياء ورصد الزلازل بتجهيزات علمية حديثة تعمل بالذبذبات الخفيفة مُهمّتها مراقبة التحولات الجوية التي تطرأ على الأرض وكذا تحديد إمكانية تساقط الأمطار في الجزائ، وتتمثل في هوائيات استقبال راديو تعمل بالذبذبات المنخفضة جدا "تي بي أف".. بلقاسم عجاج