نسيبة بنت كعب، كنيتها أمّ عمارة، أنصارية من بني مازن. أسلمت عند ظهور الإسلام، وبايعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وشهدت معه غزوات أحد والحديبية وخيبر وحنين وعمرة القضاة ويوم اليمامة وبيعة الرضوان، وروت عدّة أحاديث عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام. وهي من المبشرّين بالجنّة. شاركت في العمل العسكري في فترة صدر الإسلام، حيث شاركت في معركة أحد فقاتلت حتّى قيل إنّها قاتلت وجرحت ثلاثة عشر بالسيف والنبال. فكانت تذُبُّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالسيف وترمي عنه بالقوس. حتّى أنّ الرّسول مدح أدائها في المعركة. كانت زوجة وهب الأسلمي، وولدت له حبيب، وبعد موته تزوّجها زيد بن عاصم المازني الّذي ولدت له عبد الله. ولمّا أقبل ابن قميئة، يُريد قتل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كانت أمّ عمارة ممّن اعترض له، فضربها على عاتقها ضربة صارت لها فيما بعد ذلك غورٌ أجوف، وضربته هي ضربات، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خيرٌ من مقام فلان وفلان''. وقال: ''ما التفتُ يمينًا ولا شمالاً إلاّ وأنا أراها تقاتل دوني''. وقال لابنها عبد الله بن زيد: ''بارك الله عليكم من أهل بيت؛ مقام أمّك خيرٌ من مقام فلان وفلان، ومقام رَيبك - أي زوج أُمه - خيرٌ من مقام فلان وفلان، ومقامك خيرٌ من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل بيت''، قالت أمّ عمارة: ''أدعُ الله أن نُرافقك في الجنّة؛ فقال رسول الله: ''اللّهمّ اجعلهم رفقائي في الجنّة''، فقالت: ''ما أُبالي ما أصابني من الدُّنيا''. توفيت أمّ عمارة رضي الله عنها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك في عام 31 ه الموافق 436 م.