شرع رئيس الحكومة الليبي، علي زيدان، أمس، في زيارة رسمية للجزائر هي الأولى له للخارج منذ توليه المنصب، وتمت الزيارة بدعوة من عبد المالك سلال. ورافق رئيس الحكومة الليبي، علي زيدان، وفد هام وفق بيان لرئاسة الحكومة دون الكشف عن هوية الوفد الليبي، لكن مصادر تحدثت عن قيادات أمنية ستكون لها مباحثات مع وزير الداخلية، دحو ولد قابلية. كما استقبل الفريق قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، نظيره الليبي يوسف المنقوش، حيث تم التطرق، حسب بيان لوزارة الدفاع، إلى ''المسائل ذات الاهتمام المشترك''. وذكر زيدان لصحفيين في مطار هواري بومدين، حيث استقبله الوزير الأول عبد المالك سلال، أن زيارته للجزائر جاءت ''للتأكيد على معاني العروبة والوطنية التي تعلمناها ونحن أطفال من الثورة الجزائرية، فتكونت في أنسجتنا وسارت في دمائنا''. وأضاف: ''اخترت الزيارة الأولى للجزائر للتأكيد على هذه المعاني قولا وعملا، ومن أجل مستقبل واعد يجمعنا على التعاون وعلى التفاهم والاحترام المتبادل، وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية''. وزاد قائلا: ''نود أن نكسب قلب الجزائر وعلاقة الشعب الجزائري ونقول لإخواننا في الجزائر أن علاقتنا ينبغي أن تكون علاقة محبة وتعاون''، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين ''تكمن في الحب المتبادل بعيدا عن المصالح والمنفعة''. وحيا بالمناسبة الشعب والحكومة الجزائرية والرئيس بوتفليقة: ''عرفنا الرئيس بوتفليقة مناضلا فذا، وقبل ذلك ديبلوماسيا بارعا وسياسيا يتسم بالعقل والمسؤولية وروح المبادرة الفعالة''. واستبقت الحكومة الجزائرية وصول زيدان بخطوة دبلوماسية كمؤشر إيجابي، حين أعطت الموافقة على تعيين محمد مختار أحمد مازن بصفته سفيرا لليبيا لدى الجزائر، ويعد محمد مختار أحمد أول سفير لليبيا بعد سقوط نظام القذافي، ويأتي خلفا للسفير عبد المولى سالم غضبان الذي تقدم بطلب إلى السلطات الجزائرية لمنحه حق اللجوء السياسي بعد سقوط نظام القذافي. وينظر لقرار الموافقة على تعيين سفير ليبي في الجزائر من المحسوبين على الثورة، على أنه طي لصفحة الخلافات مع المسؤولين ''الجدد'' في البلد الجار، كما يأتي القرار بعد خطوات ''تطبيع'' بين الحكومتين في أعقاب أزمة عميقة تسببت فيها تصريحات لمسؤولين في المجلس الانتقالي الليبي الذي أدار البلاد خلال الثورة، اتهموا فيها الجزائر بدعم النظام المتهاوي. وتتكتم الجزائر إن كانت ستناقش ملف عائلة القذافي مع المسؤول الليبي، في خضم أنباء تحدثت عن مغادرة جميع أفراد العائلة للأراضي الجزائرية إلا زوجة القذافي ''صفية فركاش''. وتعد زيارة زيدان الثانية لمسؤول ليبي بهذا المستوى للجزائر بعد زيارة الرئيس السابق للمجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، التي ساهمت إلى حد ما في كسر الجمود الذي طبع العلاقات بين البلدين. واقتصرت الاتصالات بين البلدين خلال هذه الفترة على التنسيق الأمني على الحدود، من أجل الحد من تدفق السلاح الليبي نحو الجزائر وتحرك الجماعات الجهادية. وفي الشق الاقتصادي، تسعى سوناطراك لاستئناف نشاطها في ليبيا بعد مغادرة حقول النفط التي فازت باستثمارات فيها في عهد معمر القذافي.