وفاة شابة بسبب نزيف حاد بمستشفى بينام أطاح بالعصابة كشفت حادثة موت فتاة وصلت إلى مستشفى باينام بباب الوادي جثة هامدة، بعد تعرضها لنزيف دموي حاد نتيجة لإخضاعها إلى عملية إجهاض، تورط ممرض وزوجته القابلة المتقاعدين في جعل بيتهما بأعالي بوزريعة بمثابة عيادة سرية مهمتها إجهاض الفتيات بمشاركة ابنتيهما، مستغلين مظهر التدين والالتزام لدرء الشبهات. فصلت غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة، نهاية الأسبوع، في ملف الشبكة المختصة في الإجهاض السري، حيث تضم العصابة عجوز تدير بيتا للدعارة والإجهاض ببوزريعة، بمساعدة ممرض متقاعد جهز قبو فيلته بكل الوسائل اللازمة للإجهاض السري رفقة زوجته وبناته وممرض ثاني يعمل بمستشفى القبة. والغريب في القضية أن الممرض المتقاعد استغل مظهره الذي يدل على الالتزام لإبعاد الشبهات عنه، كما ترتدي بناته وزوجته الجلباب. وأفادت مصادر مطلعة ل''الخبر'' أن العصابة جنت أموالا طائلة من عملياتها السرية، لا سيما وأن عميلة إجهاض واحدة تقدر ب8 ملايين سنتيم إلى جانب 5 ألاف دينار جزائري قيمة قرص واحد من دواء خاص بالإجهاض. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فقد تم الإيقاع بالعصابة بعد تلقي بلاغ من مستشفى بينام، يؤكد وفاة فتاة قبل وصولها إلى المستشفى بعد تعرضها لنزيف حاد بسبب إجرائها عمليات إجهاض لجنين في شهره الرابع. وتم توقيف الشخص الذي رافق الفتاة وهو خطيبها المدعو ''م.م''، الذي أكد عند التحقيق معه أن الضحية حملت منه بسبب علاقة غير شرعية، وللتخلص من الفضيحة قررا إجراء عملية إجهاض سرية، خاصة وأن علامات الحمل بدأت تظهر عليها إلى أن دلّهما شخص على امرأة مختصة في هذا النوع من العمليات تسمى ''سكورة'' تملك بيتا للدعارة وعيادة سرية مجهزة بجميع المستلزمات الطبية لعمليات الإجهاض. ومنحت العجوز للضحية حبوبا مقابل 05 ألاف دينار للقرص الواحد تكفل هو بدفع ثمنها، وأخطرتها أنه في حال عدم الوصول إلى أي نتيجة ستخضع لعملية إجهاض، وفعلا لم يكن لتلك الحبوب أي مفعول لأن الجنين قد بلغ شهره الرابع، الأمر الذي جعل الضحية تعود مجددا للمتهمة التي أرسلتها إلى ممرض بمستشفى القبة يدعى''م.ك''، هذا الأخير عرّفهما على ممرض متقاعد وافق على إجراء العملية مقابل 08 ملايين سنتيم. وكانت الوجهة منزله وهو عبارة عن فيلا تقع ببوزريعة، أين التقى هناك بزوجته وبناته اللائي كن يرتدين الجلابيب كإيحاء بالتزامهن. وحدد موعدا لإجراء العملية في قبو الفيلا مجهز بغرفة عمليات وتولت إجهاضها زوجته التي كانت هي الأخرى ممرضة، إلا أنه وبعد ليلة من إجراء العملية تعرضت الضحية إلى نزيف حاد، استوجب من خطيبها نقلها إلى مستشفى بينام، أين فارقت الحياة قبل أربع ساعات من وصولها إليه، حسب محضر الطبيب الشرعي. وقد تم إلقاء القبض على الممرض وزوجته وبناته وحجز كمية معتبرة من الأدوية، كما تم توقيف الممرض الذي يعمل بمستشفى القبة وصاحبة بيت الدعارة وإحالتهم أمام محكمة الجنايات بعد تكييف القضية كجناية، سيتابع فيها المتهمين بتهم الإجهاض المؤدي إلى الوفاة دون قصد إحداثها والإجهاض السري.