تعقد النقابات المستقلة الممثلة لمستخدمي الوظيف العمومي، غدا الثلاثاء، لقاء ''مصيريا'' لمناقشة سبل مواجهة التهميش ''المتعمد'' المفروض عليها من قبل السلطات منذ عدة سنوات والإقصاء من جميع القرارات المصيرية التي تهم مستخدمي مختلف القطاعات ''فيما تستحوذ المركزية النقابية على إرادة الموظفين، من خلال التفاوض باسمهم في اللقاءات الرسمية والهامة، رغم أنهم ينشطون تحت لواء تنظيمات مستقلة معتمدة تعمل في إطار القانون..''. وكشف الناطق باسم تنسيقية مهنيي الصحة وممثل الأطباء النفسانيين، خالد كداد، عن جلسة عمل وصفها ب''الهامة''، ستجمع، يوم غد، ممثلي سبع نقابات مستقلة في قطاعات الصحة والتربية والتعليم العالي، عشية انعقاد لقاء الثلاثية المزمع تنظيمه نهاية الشهر الجاري. وترغب الأطراف المشاركة في الاجتماع، حسب محدثنا، في الوصول إلى صيغة تسمح بتنسيق الجهود بينها لمواجهة ''الإقصاء'' الذي تعاني منه. وحسب محدثنا، فإن اللقاء ''التمهيدي'' سيجمع، في مرحلة أولى، أربع نقابات من الصحة واثنتين من التربية ونقابة من التعليم العالي، حيث أبدى تفاؤلا كبيرا بالوصول إلى نتيجة ينتظرها مستخدمو مختلف قطاعات الوظيف العمومي، مشيرا إلى أن أساليب الاحتجاج ستتغير بعد ميلاد التكتل الجديد، مادامت أطرافه ستعمل على تكثيف اتصالاتها ومناقشة مختلف الحلول التي تجدها كفيلة بفرض صوتها على الساحة النقابية. وتطمح التنسيقية الجديدة، يضف خالد كداد، إلى أن تكون شريكا فعالا في الخطاب السياسي الجديد للوزير الأول عبد المالك سلال، باعتباره شدد على ضرورة فتح الحوار والاستماع لصوت الطبقة العاملة، وهو مطالب اليوم، يضيف، بتجسيد هذا الالتزام، من خلال إقحام جميع النقابات ''الجزائرية'' في مختلف القرارات المصيرية التي تهم منخرطيها. من جهته، قال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، بأن نقابات التربية سبق لها أن شاركت في لقاءات تمهيدية مع تنسيقية مهنيي الصحة، لبحث سبل تحقيق مطلب القاعدة بخلق تكتل للضغط على السلطات. وبالنسبة لنقابة ''اينباف''، فإن الأمر استراتيجي وبداية رصّ الصفوف لإعادة الاعتبار للتنظيمات المستقلة وتفعيل دورها الحقيقي، بشكل يسمح لها بفرض نفسها في لقاءات الثلاثية بصفة خاصة، وفرض تصوراتها موازاة مع المركزية النقابية. ولم يخف محدثنا رغبة نقابته، في خلق كنفيدرالية وطنية للنقابات المستقلة في الوظيف العمومي، يكون لها التأثير اللازم على السلطات. أما ممثل النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية ''سناباب''، مراد تشيكو، فقال بأن هذا التنظيم وجّه دعوة، منذ أكثر من عام، إلى جميع النقابات المستقلة للتكتل في جبهة موحدة، بهدف تنسيق الجهود والحركات الاحتجاجية، مشيرا إلى النقابة التي تمثل 37 قطاعا في الوظيف العمومي، كانت أول من انتقد مضمون قانون الوظيفة العمومية بمجرد صدوره في 2006، باعتباره يكرس قمع الحريات والنشاط النقابي، كما طالب بمراجعة جميع القوانين الأساسية التي صدرت بعده، باعتبارها ''مجحفة'' وأعدت بطريقة ''انفرادية''.