كشف المدير العام للوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية، محمد طاهر بوعروج، أن الجزائر تستورد سنويا ما قيمته 6 ملايير دينار من الرخام والأحجار التزيينية، بسبب ضعف الإنتاج الوطني، مشيرا إلى أن الدولة قد وضعت برنامجا لإعادة بعث الإنتاج للحد من هذا الاستيراد. وأكد المدير العام للوكالة، أن الجزائر تعاني من نقص كبير في إنتاج الرخام والأحجار التزيينية، حيث إن الإنتاج الوطني لا يغطي سوى 25 بالمائة من حاجيات السوق، ما يجعل فاتورة الاستيراد السنوية تقدر ب6 ملايير دينار. وأوضح ذات المسؤول، على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته الوكالة، أمس، بمقر وزارة الطاقة والمناجم حول الرخام والأحجار التزيينية، بأنه حسب أرقام 2010، فإن الإنتاج الوطني قدر ب10 آلاف متر مكعب كصخر و15 ألف متر مكعب مسطحات، معترفا بأن هذه الكمية من الإنتاج تبقى ضعيفة جدا مقارنة بحاجيات السوق، ما يحتم الاستثمار للرفع من الإنتاج. وأشار في هذا الصدد إلى أن الدولة سطرت برنامجا خاصا من أجل تطوير هذا القطاع، من خلال دعم الشركتين العامتين فيه وهما ''إيناماربر'' و''أو أن جي''، حيث استفادتا من العديد من المساعدات والتسهيلات من أجل الرفع من الإنتاج وتخفيض فاتورة الاستيراد، مؤكدا أن هذه العملية بدأت تأتي ببعض النتائج، حيث تم إعادة فتح منجم للرخام بعد 10 سنوات من غلقه، ما سمح بتصدير الرخام الأحمر نحو عدة بلدان وهي إسبانيا وإيطاليا وتونس. وفي هذا السياق، أوضح المدير العام لمؤسسة ''أيناماربر''، بلعربي الهادي، بأن الأموال التي منحها مجلس الدولة للمؤسسة وتسهيلات الحصول على تمويل من البنوك وهذا في إطار مخطط ل3 سنوات، سمحت بتدعيم القدرة الإنتاجية للشركة، وتصدير 100 ألف أورو من الرخام. وأضاف ذات المسؤول أن الإنتاج لدى المؤسسة التي يسيرها، قدر ب12500 متر مكعب من الرخام الصخري و60 ألف متر مربع من الرخام المسطح، بالإضافة إلى 188 ألف طن من مشتقات الرخام. كما أكد بلعربي الهادي أن الأموال التي منحتها الدولة لمؤسسة ''إيناماربر'' سمحت لها بالاستثمار في اقتناء عتاد جديد، يسمح لها بتحسين الإنتاج ورفعه، خاصة من خلال اقتناء عتاد جديد لوحدة لمعالجة الرخام وجعله جاهزا للاستعمال وبالمعايير الدولية. من جهته، أشار المدير العام لمؤسسة ''أو أن جي''، السيد سايح، إلى أن هذه الأخيرة لم تحصل على دعم مالي من الدولة ورغم هذا تمكنت من فتح 3 مناجم خاصة باستخراج وتسويق الأحجار التزينية، إلا أنه أكد أن الإنتاج حاليا يبقى ضعيفا جدا، خاصة أن المناجم الثلاثة متواجدة في غرب البلاد ولا تلبي الحاجيات الوطنية. وشد سايح على أن المؤسسة استثمرت 400 مليون دينار في السابق من أجل تطوير الإنتاج وستستثمر في 2013 حوالي 200 مليون دينار من أجل الرفع من الإنتاج أكثر وتحسينه، في محاولة للرد على حاجيات السوق الوطنية. من جهة أخرى، كان اليوم الدراسي الذي نظم، أمس، بمقر وزارة الطاقة والمناجم، فرصة لتقديم دراسة قام بها الباحثان الأمريكيان فان دان هوك وجون هيرمان حول تاريخ الرخام في الجزائر، وهي الدراسة التي أثبتت تواجد الرخام الجزائري في عدد من البلدان، ومع هذا فإن الجزائر كانت دائما بلدا مستوردا للرخام.