أوضح هولاند في خطاب أمام أعضاء البرلمان الجزائري "اعترف هنا بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار للشعب الجزائري" ذاكرا في ثاني يوم من زيارته للجزائر "مذابح سطيف وقالمة وخراطة (التي) تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين وضمائرهم". وأشار هولاند إلى أنه "خلال 132 سنة (1830-1962) خضعت الجزائر لنظام ظالم ووحشي؛ وهذا النظام يحمل اسما هو الاستعمار".ووسط تصفيق البرلمانيين الجزائريين، قال هولاند إنه "في الثامن من مايو 1945 بسطيف (300 كلم شرقي الجزائر) عندما كان العالم ينتصر على البربرية تخلت فرنسا عن مبادئها العالمية".وأضاف "يجب أن نقول هذه الحقيقة لكل من يريد وخاصة الشباب الذين يشكلون نصف عدد السكان الجزائريين لتعيش الصداقة بين البلدين".وقال الرئيس الفرنسي إنه "مهما كانت الأحداث مؤلمة لا بد أن نفصح عنها" ولا يجب أن نبني علاقاتنا على نسيان ما حدث".أكد الرئيس الفرنسي أنه "يجب قول الحقيقة أيضا بشأن الظروف التي تخلصت فيها الجزائر من النظام الاستعماري، وبشأن هذه الحرب التي لم تسم باسمها في فرنسا، أي حرب الجزائر".تابع: "نحن نحترم الذاكرة كل الذاكرة؛ ومن واجبنا أن نقول الحقيقة حول العنف والظلم والمجازر والتعذيب".كان الرئيس الفرنسي قد اشار الى أن باريس ترغب في ان تتحرك للأمام على قدم المساواة وتعزز التجارة مع هذا البلد الغني بالنفط.تركت صدمة حرب الجزائر، التي دارت بين عامي 1954 و 1962 والتي قتل فيها مئات الآلاف قبل انسحاب فرنسا، آثارا عميقة في كلا البلدين ما زالت تعرقل قيام شراكة بينهما.وترى فرنسا ان هذه الشراكة يمكن ان تساهم في إنعاش منطقة حوض البحر المتوسط.وترغب فرنسا في لملمة الجراح التي خلفتها الحرب ومع ذلك فانه ليس أمام هولاند، البالغ من العمر 58 عاما، الذي عمل لمدة ثمانية أشهر في سفارة فرنسابالجزائر في عام 1978 مجال كبير للمناورة.وقال هولاند، الذي رافقه في زيارة الجزائر مسؤولون كبار من كبريات الشركات الفرنسية، ان شركة رينو لصناعة السيارات اتفقت على بناء مصنع في الجزائر ينتج نحو 75 ألف سيارة سنويا.أردف هولاند "يجب ألا يمنعنا الماضي من بناء المستقبل".