تمر اليوم سنتان على رحيل فقيد جريدة ''الخبر'' وفقيد الصحافة الجزائرية، الأخ والصديق والأستاذ عثمان سناجقي، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من العام 2010 عن عمر يناهز 51 سنة، تاركا جرحا لازال مفتوحا وكأنه رحل اليوم. رغم مرور أكثر من 700 يوم على فراق رئيس تحرير جريدة ''الخبر''، عثمان سناجقي، إلا أن روح مصطفى لازالت دائما بيننا، لازالت في كل أنحاء ''الخبر'' تحرس الجريدة وعمالها، وصوته لازال في آذاننا جميعا نسمعه في كل مرة. عثمان سناجقي رحل يوم 29 ديسمبر 2010 بعد أيام من الغيبوبة في مستشفى بني مسوس، كنا خلالها متمسكين ببصيص من الأمل في أن يفيق ''مصطفى''، كنا طامعين في الله أن يغادر عثمان المستشفى ليعود إلى محرابه في رئاسة التحرير، ونواصل استفزازه دون قصد، بعنوان لم نحسن صياغته أو موضوع لم نفه حقه، ويواصل هو بدوره السؤال عنا وعن أحوال أبنائنا. ومع أنه لا رادّ لقضاء الله، وأن كل من عليها فان، فإن وقع ذلك النبأ لم نتجرعه بعد، رغم مرور سنتين، وكل من عرفه سواء في ''الخبر'' أو في ''الشعب'' لا زال مهموما برحيل عثمان سناجقي، ذلك الرجل الطيب الخجول، صاحب القلب الأبيض الذي رغم نرفزته لأي خطأ يقع فيه الصحفي، إلا أنه سرعان ما يهدأ وفي كل الحالات يبادر هو للاعتذار. كان من أبرز الصحفيين في الساحة الإعلامية الجزائرية، دخل عالم الصحافة بعد أن تخرج من معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في جريدة ''الشعب'' قبل 25 سنة. واستمر فيها إلى أن تم فتح المجال الإعلامي، فأسس مع مجموعة من الصحفيين الشباب جريدة ''الخبر'' في الفاتح نوفمبر ,1990 فعمل فيها رئيسا للقسم الدولي، قبل أن يلتحق برئاسة تحريرها كنائب للمرحوم عمر أورتيلان، وباغتيال الشهيد في ,1995 كلف عثمان سناجقي برئاسة التحرير منذ ذلك التاريخ إلى أن وافته المنية، وكانت فترة ترؤسه التحرير من أصعب الفترات التي مرت بها الصحافة الجزائرية، حيث كانت الهدف السهل للجماعات الإرهابية. ورغم كل هذه الصعاب، إلا أن مصطفى تحمل المسؤولية وتمكن رفقة فريق ''الخبر'' من تحقيق أهم نجاحات الجريدة التي تجاوزت ال500 ألف نسخة وبمطابعها الخاصة، وأصبحت مؤسسة بأتم معنى الكلمة. فنم قرير العين يا عثمان، إن الصحفيين الذين تركتهم وراءك سيحفظون الأمانة، وساهرون على استمرارية جريدة ''الخبر'' التي علمتنا حبها والتفاني في العمل لإبقائها دائما في القمة.