عاشت مدينة سكيكدة، ليلة الخميس إلى الجمعة، حالة من الرعب والخوف عقب اندلاع حريق مهول بالوحدة 100 بمصنع تكرير البترول الجديد داخل المنطقة الصناعية، مخلفا احتراقا وتحطيما كليا للخزان، مع إصابة عامل بجروح، لأسباب تبقى مجهولة، ما أعاد للأذهان سيناريو الانفجار العنيف الذي ضربها سنة 2004 والذي خلف 27 قتيلا و74 جريحا. نجت المنطقة الصناعية بسكيكدة، ليلة أول أمس، من كارثة مأساوية، بعد التدخل المشترك والسريع لفرق الحماية المدنية بالوحدة الثانوية لحمادي كرومة، وأعوان التدخل التابعين للمؤسسة نفسها، بتطبيق مخطط وقائي مشترك للحد من امتداد ألسنة النيران إلى بقية المنشآت النفطية الحساسة، تفاديا لوقوع أية انفجارات محتملة. وبحسب مصادرنا، فإن الحريق شب في حدود الساعة العاشرة ليلا، وسرعان ما خرج السكان من منازلهم خوفا من وقوع انفجار بمجرد أن عمت سحب دخان سوداء قاتمة، لاسيما أن الوحدة التي شب بها الحريق تنتج كل مشتقات البترول القابلة للالتهاب، كالبنزين، المازوت، الزفت ووقود الطائرات. وقد وفقت المصالح ذاتها، بعد أزيد من ساعة من الزمن، في وضع حد للهيب النيران التي التهمت الوحدة رقم 100 بشكل كلي، بعدما تمت إذابة الخزان بمواد عازلة لنشوب النيران واستعمال تقنيات عالية ومتطورة لإخمادها، بفضل حنكة رجال الإطفاء الذين يتميزون بخبرة كبيرة في مجابهة مثل هذه الأخطار المؤدية إلى وقوع الانفجارات. وذكرت مصادر ''الخبر'' أن الوحدة كانت متوقفة عن العمل من أجل أعمال صيانة، إلا أنه سرعان ما التهمتها النيران، ما يوحي بوجود عيوب في الإنجاز، وطرح عديد التساؤلات، وتعتبر هذه الحادثة الثالثة من نوعها تقع داخل مصنع تكرير البترول في المنطقة الصناعية في أقل من شهر، بعد تلك التي وقعت نهاية شهر ديسمبر الماضي والتي هزت الوحدة نفسها، مخلفة إصابة ثلاثة عمال بجراح مختلفة. وقد فتحت مصالح الأمن تحقيقا في ملابسات الحادثة، حيث تم الاستماع إلى مسؤولين عن مؤسسة تكرير البترول، كما علمنا أن وزارة الطاقة والمناجم قررت، اليوم، إيفاد لجنة لمعاينة الوضع والنظر في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اشتعال النيران بهذه الوحدة، لتبقى مدينة سكيكدة تحت رحمة تهديد الانفجارات والكوارث المشابهة لتلك التي وقعت في جانفي 2004 وخلفت 27 قتيلا و74 جريحا.