عقد المجلس الوطني لحزب ''تجمع أمل الجزائر''، أمس، دورته الأولى منذ انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب، بهدف تعيين أعضاء المكتب السياسي للحزب وبرنامج العمل، وتعيين 16 لجنة لإدارة البرنامج السياسي للحزب في محاوره العامة، أبرزها لجنة تعديل الدستور. رافع رئيس حزب تاج، عمار غول، مطولا لصالح منجزات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقال في كلمته في افتتاح دورة المجلس الوطني للحزب: ''الجزائر تنعم الآن بنعمة الأمن والاستقرار بفضل الرئيس بوتفليقة، وعلينا مواجهة كل من يحاول أن يخدش هذا الأمن''. وأعلن دعم الحزب لاستكمال مسار المصالحة الوطنية تحت قيادة الرئيس بوتفليقة، ''حزب تاج مستعد ويدعو إلى تعزيز الاستقرار الذي بدأ مع قانون الرحمة، ثم المشروع الكبير والضخم للوئام والمصالحة الوطنية مع الرئيس بوتفليقة، وطي صفحة الأزمة نهائيا''. وفهمت هذه التصريحات من قبل كوادر الحزب على أساس أنها تمهيد ودعوة للاستعداد لتزكية محتملة للرئيس بوتفليقة في حال قبل الترشح لعهدة رئاسية رابعة. وثمن غول حكمة الرئيس بوتفليقة في تسديد الديون، وأشار أن ''العالم كله يعيش أزمة مالية خانقة، لكن الجزائر تعيش في راحة مالية بفضل الرئيس بوتفليقة''، كما أثنى على الإصلاحات السياسية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة، وكذا تبصره في إدارة ملف أزمة مالي ومنطقة الساحل. وقال: ''لا ننسى حكمة الرئيس بوتفليقة في تفكيك ألغام منطقة الساحل''. وأشار غول إلى أن التطورات التي يعرفها العالم تفرض علينا التعامل بمنطق المصلحة مقابل المصلحة ووفاقا للبراغماتية المحضة، وأبدى غول موقفا مناهضا لثورات الربيع العربي ونتائجها، وقال ''إن هذه الثورات أوجدت هوامش للحرية والديمقراطية، لكنها خلقت حالة من الفوضى والنعرات الطائفية، تجنبتها الجزائر بفضل حكمة الرئيس بوتفليقة''. وذكر غول بالهوية السياسية لحزبه وقال إنه ''كحزب وطني جامع يحمل رسالة وطنية قوية لتعبئة كل القوى الحية في البلاد من أجل مشروع وطني يهدف إلى جزائر مستقرة ورائدة''، مشيرا إلى أن ''كل القوى السياسية المتواجدة في الساحة هي شريك سياسي لنا ونحن لا نعادي أحدا، وحتى من خاصمنا نمد له يدنا''، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت له من قيادات حركة مجتمع السلم بعد إعلانه الانشقاق عن الحركة عقب تشريعيات ماي الماضي. وقفز غول، في كلمته، على مجمل القضايا السياسية الراهنة في الجزائر، ولم يتطرق إلى أي من هذه القضايا كمشروع تعديل الدستور المقبل، ومآلات الإصلاحات السياسية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية المطروحة في الساحة. وتم خلال دورة المجلس تكريم ثلاثة أعضاء في مجلس الأمة، فازوا في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي والتحقوا بالحزب، وهم قنيبر الطيب عن ولاية البيض ومندي عبد الرحيم عن ولاية تلمسان وطوافشية زوبير من سوق أهراس، وبات في رصيد الحزب أربعة مقاعد في مجلس الأمة، إضافة إلى العضو زهية بن عروس التي أعلنت أمس التحاقها الرسمي بالحزب،، رغم عدم مشاركة ''تاج'' أصلا في المحليات السابقة ولا في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة.