بعد أن شهدت الدورات السابقة نجاحا كبيرا خصوصا من ناحية التنظيم، والتي برهنت دورة إثيوبيا 1962 ذلك، أصبح عدد البلدان التي أبدت رغبتها في المشاركة في تزايد مستمر مع كل دورة، الأمر الذي أجبر الاتحاد الإفريقي على التفكير أكثر في تطوير نمط المنافسة، وذلك من أجل ضمان أكبر عدد ممكن من المباريات في النهائيات، لكن شهدت دورة غانا عام 1963على غير العادة هذه المرة عدم اعتماد الاتحاد الإفريقي للفترة المحددة بين الدورات، حيث أقيمت بعام فقط عن النسخة السابقة عوض سنتين. الاتحاد الإفريقي يعدّل قانون البطولة قبل انطلاق الدورة الرابعة للمرة الأولى منذ انطلاق المنافسة قرر الاتحاد الإفريقي إقامة النهائيات بنظام المجموعات في هذه الدورة، حيث قسمت المنتخبات الستة على مجموعتين تضم كل مجموعة ثلاثة منتخبات، يتأهل كل منتخب يتصدر مجموعته مباشرة إلى النهائي في حين يتبارى صاحبا المركزين الثانيين لكل مجموعة من أجل الظفر بالمركز الثالث، وهي الحلقة التي كانت مفقودة في الدورات السابقة مع إقرار إمكانية زيادة عدد المنتخبات في الدورات التي تلتها، لتكون انطلاقتها اعتبارا من بطولة عام 1963 التي أقيمت بغانا والتي كانت شاهدة على بداية النظام الجديد. ثمانية منتخبات شاركت في التصفيات المؤهلة لدورة غانا شهدت كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بغانا لأول مرة، مشاركة ثماني دول في التصفيات المؤهلة إلى الدور النهائي من المنافسة، حيث خاضت كل من مصر والسودان، كينيا، نيجيريا، تونس والمغرب، بالإضافة إلى أوغندا ولأول مرة منتخب غينيا غمار الدور التصفوي، الذي عرف من جديد وقوع منتخبي تونس والمغرب في هذا الدور. مشاركة غانا الأولى وتونس لثاني مرة في الدور النهائي لاستضافته النسخة الرابعة من كأس إفريقيا للأمم سجل المنتخب الغاني حضوره لأول مرة في العرس الإفريقي كمنشط لهذه الدورة، في حين انتزع المنتخب الإثيوبي التأشيرة الثانية كحامل للقب، لتبقى أربع تأشيرات تبارت عليها الست دول المتبقية التي شاركت في التصفيات، فاقتطع كل من منتخبي مصر والسودان تأشيرة التأهل إلى الدور النهائي من منافسات كأس أمم إفريقيا بسهولة بعد أن انسحب كل من منتخبي أوغندا وكينيا على التوالي من هذا الدور، في حين تأهلت تونس من جديد لتسجل مشاركتها لثاني مرة على التوالي في هذه البطولة على حساب المنتخب المغربي، واقتطع النيجيريون آخر تأشيرة بتغلبهم على نظرائهم الغينيين. مجموعتان متكافئتان وكل المنتخبات لعبت كامل حظوظها عرفت قرعة المجموعات بين الفرق المتأهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي أقيمت بالعاصمة الغانية أكرا، وقوع كل من منتخب تونس المشارك لثاني مرة ومنتخب إثيوبيا صاحب المشاركة الرابعة في مجموعة مستضيف الدورة المنتخب الغاني أو “البلاك ستارز"، وقد لعب كل فريق في هذه المجموعة كامل حظوظه، وكانت مباراة الافتتاح في ال24 من شهر نوفمبر، حيث جمعت منتخبي غانا وتونس بملعب “أكرا" لحساب المجموعة الأولى والتي فرض فيها “نسور قرطاج"التعادل الإيجابي على أصحاب الأرض والجمهور بهدف لكل منهما. مصر والسودان مع نيجيريا في المجموعة الثانية لعبت كل من منتخبات مصر، السودان ونيجيريا مع بعضها في المجموعة الثانية في الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا، أين ابتسم الحظ أكثر هذه المرة للسودان على حساب جاره وشقيقه المنتحب المصري، الذي رغم فوزه على المنتخب النيجيري وتعادله مع منتخب"سقور الجديان" إلا أن فارق الأهداف مال لصاح هذا الأخير الذي تلقت شباكه هدفين وسجل ستة أهداف بينما الفراعنة سجلوا ثمانية أهداف وتلقوا ستة، ليتصدر المنتخب السوداني مجموعته برصيد ثلاث نقاط من فوز وتعادل. مباراة الترتيب عرفت فوز الفراعنة على نظرائهم الإثيوبيين بعد ما احتل كل من منتخبي مصر وإثيوبيا المرتبة الثانية في كل من مجموعتيهما، التقى المنتخبان مع بعضهما لرابع مرة على التوالي في منافسات كأس أمم إفريقيا من خلال دوراتها الأربع الأولى، في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث والرابع لدورة غانا، أين أكد “الفراعنة" علو كعبهم عن “الظباء" من جديد بعدما فازوا بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد، ليحتلوا بذلك المرتبة الثالثة من خلال رابع مشاركة في رصيدهم لغاية عام 1963 بعدما كانوا أبطالا في النسختين الأوليين،و وصفاء دورة إثيوبيا عام 1962. غانا في أول مشاركة تتربع على العرش الإفريقي تألق “البلاك ستارز" من خلال الدورة التي أقيمت على أرضهم وأمام جماهيريهم، حيث ومن خلال مواجهتهم في المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا لعام 1963 التي شهدها ملعب “أكرا" والذي عرف حضورا جماهيريا قياسيا لأول مرة في تاريخ البطولة ب40 ألف متفرج، فاز المنتخب الغاني على نظيره السوداني بالنتيجة والأداء بعد تسجيل نجم المباراة كوادو مفوم ثنائية بعدما سجل زميله إدوارد أغريفين هدف التقدم، لتنتهي المباراة بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد. السودان يخسر ثاني نهائي منذ انطلاق المسابقة شهدت دورة أكرا بغانا سنة 1963 خسارة المنتخب السوداني لثاني نهائي خاضه في مشواره على مستوى كأس أمم إفريقيا للأمم لغاية الدورات الأربع الأولى، بعدما خسر النهائي الأول في النسخة الثانية من هذه البطولة التي أقيمت على أرض الفراعنة عام 1959، وتكون بذلك دورة غانا ثاني عثرة في وجه المنتخب السوداني الذي كان عليه انتظار سبع سنوات ليخوض تجربة جديدة على أرضه عندما نظم دورة 1970. رقم قياسي للأهداف والشاذلي نال حصة الأسد فيها عرفت دورة أكرا عام 1963 تسجيل رقم قياسي جديد من حيث الأهداف المسجلة، حيث بلغ رصيد الأهداف المسجلة فيها 33 هدفا، كان المنتخب المصري فيها أحسن هجوم بتسجيله 11 هدفا منها ستة أهداف ووقعها المهاجم حسن الشاذلي الذي نال لقب هداف الدورة من خلالها، يليه هجوم المنتخب الغاني برصيد ستة أهداف ثلاثة منها سجلت في المباراة النهائية.