تمكّن محقّقو أمن دائرة فوكة في تيبازة من توقيف بنّاء وصديقه، تورّطا في محاولة قتل شاب، بالشارع الرئيسي للمدينة قبل أسبوعين، وكانت معاكسات هاتفية ليلية مع فتاة، دافعا للجاني للترصّد للضحية، الذي تعرّض لطعنات جعلته يركض إلى غاية مقر الأمن ويسقط أرضا. رقد الشاب تحت العناية المركزة بمستشفى القليعة، ثم استفاق بعد عملية جراحية معقّدة، وروى لمصالح الأمن حيثيات القضية، التي تعود إلى صبيحة يوم الانتخابات المحلّية الماضية، حينما توجّه إلى مركز الاقتراع ليدلي بصوته، وهناك التقى بفتاة تبلغ من العمر 18 سنة، كانت مكلّفة بتأطير أحد المكاتب، حيث تعارفا سريعا ثم منحته رقم هاتفها، وفي اليوم الموالي اتّصل بها، وتوطّدت العلاقة هاتفيا بينهما. وبعد أيام أبدى إصراره على خطبتها فرفضت، فغضب وهدّدها بأنها ستكون خطيبته قسرا، حينئذ، أدخلت الفتاة طرفا ثانيا في القضية وهو الجاني، الذي تربطه بها علاقة سابقة. وهكذا أوقدت الفتاة نار الفتنة، حينما أخبرت الجاني بأن الضحية يتّصل بها ويهدّدها، ومنحته رقم هاتفه. كان هذا الكلام دافعا للجاني''ع.ك'' بأن يشنّ حملة بحث في مدينة فوكة، واستعان بشريكه''ب.ع'' لتحديد مكان تواجد الشاب وملامحه، حيث توجّها إلى مقر عمله بمحلّ لبيع المواد الغذائية، ودخلا المحلّ، وتعرّفا عليه ثم انصرفا. وفي اليوم الموالي، خرج الضحية إبراهيم من المحلّ متوجّها إلى طبيب أسنان بشارع توشي، وقبل وصوله، تعرّض إلى ضربة بآلة حادة في الرأس والرقبة وطعنة أخرى تحت الإبط على مستوى القلب، حينئذ تدخّل مواطن ودفع الجاني بقوّة نحو الخلف، ثم فرّ الضحية إلى مركز الشرطة وسقط. وظلّ الجاني هاربا إلى أن صرّح الضحية بأن الشخص الذي اعتدى عليه كان قد شاهده في المحلّ عشية يوم الاعتداء، فرجع محقّقو الشرطة إلى سجل كاميرات المحلّ، واسترجعوا صور تثبت ترصّد الفاعل للشاب، ولم يكتف الفاعل بما فعل، بل أعاد الاتصال بالضحية بعدما أفاق من الغيبوبة، وعرض عليه مبلغا من المال مقابل عدم التبليغ، وضبط موعدا معه، وهذا ما جعل مصالح الأمن تلقي القبض عليه في المكان المتّفق عليه، وهو يحمل سكينا تحت معطفه. وقد وجّه قاضي التحقيق بمحكمة القليعة تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد للفاعلين، وتمّ إيداعهما الحبس، بينما وجّه تهمة عدم التبليغ للفتاة، لأنها لم تبلّغ بعد معرفتها لتفاصيل محاولة القتل.