اعترفت الكاتبة اللبنانية، جنى فواز الحسن، صاحبة رواية ''أنا هي والأخريات''، المرشحة في القائمة القصيرة للبوكر، أنها لم تتوقع ترشحها، لكنها ثمّنت ما تقوم به لجنة الاختيار، حيث قالت في حوار مع ''الخبر'': ''من الصعب أن يجد الكاتب في بداياته من يؤمن به، والأمر يتطلب جرأة وأيضاً الكثير من الأمانة والحكمة''. ما الذي يميّز رواية ''أنا هي والأخريات''، لترشحها لجنة تحكيم البوكر في القائمة القصيرة؟ أظن أن الرواية قريبة من واقع الناس، وتطرح أسئلة قد تجول في خاطرنا جميعا، ولكن لا أحد يجرؤ على إعلانها. هل يمكن أن تقدّمي لنا صورة عنها؟ تعالج الرواية حكاية فتاة تولد في مجتمع إسلامي في مدينة طرابلس، شمال لبنان. الفتاة ابنة والد شيوعي، وقع في الإحباط منذ سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي. هو شخصية ليبرالية، ولكن يعكس إحباط اليسار. الأم أقرب إلى التدين، وهي شخصية باردة ومكبوتة. للهروب من الأجواء المحيطة بها، سواء في المنزل، أو المجتمع، تحاول ''سحر''، البطلة، خلق عالم موازٍ تعيش فيه ما هو ممنوع عنها في الحياة العادية، من أبسط الأمور حتى التخيلات الجنسية. وللهروب من العائلة أيضاً، تتزوّج من رجل غيور ومعنّف، وتجد نفسها فريسة لما هو أسوأ مما هربت منه. وهل توقعت أن يتم ترشيحك لأول مرة في ثاني رواية لك؟ كان شعورا بالفرح والفخر والمسؤولية، خاصة أنني لم أكن أضع توقعات. صراحة، حاولت ألا أفكر بالموضوع إلى حين صدور النتيجة. أنا أعرف أني بذلت الجهد الكافي وكتبت بإخلاص للأدب قبل كل شيء، والترشح أتى نتيجة هذا الجهد. ألا تعتقدين أن الجائزة التفتت، أخيرا، إلى الأقلام الجديدة، وهذا دفع آخر لسماع صوت هذا الجيل بدل الأسماء المكرّسة؟ طبعا، وهذا أمر جيّد جداً، ولا ينفي أهمية الكتّاب من أجيال سبقت. تتيح البوكر الفرصة لأصوات جديدة أن تصل وهي تحكم على العمل، وهو أمر غير سهل. الذهنية العربية غالياً مرتبطة بشهرة الشخص، وتسقط من حساباتها الرأي الجديد، بغض النظر عن صوابه، وهذا ما استطاعت الجائزة كسره. من الصعب أن يجد الكاتب، في بداياته، من يؤمن به، والأمر يتطلب جرأة وأيضاً الكثير من الأمانة والحكمة.