كشف مصدر أمني جزائري رفيع بأن الطائرات الفرنسية التي تحلق في الأجواء الجزائرية تعمل وفقا لاتفاقية عسكرية جزائرية مالية سابقة تتضمن تحديد نطاق عملياتي عسكري. وجاءت موافقة الجزائر على السماح للطيران الحربي الفرنسي بالتحليق فوق مناطق من الصحراء محددة، طبقا لاتفاقية عسكرية لمكافحة الإرهاب ربطت الجزائر بدول الميدان، وتنص الاتفاقية الموقعة في العام 2011 على تحديد نطاق عمل عسكري عملياتي يمتد عبر الأراضي الموريتانية والنيجرية والمالية والجزائرية على مدى 200 كلم داخل أراضي كل دولة، وتم الاتفاق قبل عامين تقريبا بين دول الميدان على تحديد النطاق العملياتي الحربي على أساس السماح بما يسمى المطاردة الساخنة وعدم السماح للجماعات المسلحة باستغلال تداخل الحدود للفرار. وقد وافقت الجزائر على منح امتياز التحليق فوق الأجواء الجزائرية، من أجل المناورة بعد طلب مباشر قدمته مالي. ويسمح النطاق العملياتي للطيران الحربي الفرنسي بالمناورة عندما تتطلب العمليات الحربية ذلك. وقالت مصادرنا إن نشاط النقل العسكري الفرنسي فوق الأجواء الجزائرية يتم طبقا لاتفاقية تسمح بنقل معدات عسكرية لصالح جمهورية مالي عبر الأجواء الجزائرية. وتستفيد فرنسا طبقا لاتفاق عسكري جزائري مالي، من بعض الامتيازات التي منحت للجيش المالي في إطار اتفاقية مكافحة الإرهاب وتم تجميدها بعد اندلاع الحرب المالية لمنع مالي من استغلالها في قمع الثورة الأزوادية. وقال مصدر عليم إن السماح للطيران الفرنسي بالتحليق فوق الأجواء الجزائرية يتم في أضيق نطاق وبعد الحصول على إذن مسبق، وتحت مراقبة صارمة من الرادارات الجزائرية، وبعد تحديد مسار كل رحلة في إطار تنسيق مباشر بين الطرفين. وقالت مصادرنا إن الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية بعبور الأجواء بعد اتفاق لعدم استهداف المدن والبنى التحتية في شمال مالي. 8 دول منحت امتيازات لوزارة الدفاع الفرنسية من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية رفيعة إن العمليات العسكرية الفرنسية في مالي تستفيد من دعم لوجيستي وتسهيلات عسكرية كبيرة قدمتها 8 دول مجاورة لجمهورية مالي، وهي تونس، ليبيا، المملكة المغربية، موريتانيا، السينغال، التشاد، بوركينافاسو وكوت ديفوار. وتتضمن التسهيلات الممنوحة للجيش والقوات الجوية الفرنسية بالنسبة لعدة دول، استعمال الأجواء وإمكانية هبوط الطائرات لتزويدها بالوقود في مطارات بعض الدول، والسماح بهبوط الطائرات العمودية، وإمكانية إطلاق طائرات التجسس دون طيار وحق استغلال مطارات بصفة كلية كما هو الحال في ليبيا وبوركينافاسو والسينغال، بالإضافة إلى إمكانية استغلال الموانئ العسكرية لنقل المعدات والذخائر. ويعتقد بأن القوات الفرنسية تدير قواعد سرية في النيجر، موريتانيا وليبيا، كما تستفيد القوات الفرنسية من تسهيلات قدمتها عدة دول أوروبية، أهمها إسبانيا، في مجال الدعم اللوجيستي.