إنّ الاحتفال بالمولد النّبويّ لا يعني تفجير المفرقعات وإحياء السّهرات، مثلما يحدث، وحصول منكرات من اختلاط ولهو وغيرهما، كما أنّ في اقتناء تلك المفرقعات إضاعة للمال وتعريض النّفس للخطر والهلاك. ومن المعلوم أنّ حفظ النّفس من الكليات المحفوظة في ديننا الحنيف. وإنّما الاحتفال بالمولد يكون بعقد المجالس العلمية الّتي تذكر فيها سيرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ووجوب الاقتداء به وطاعته، قال الله تعالى: {وأَطِيعُوا اللهَ والرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرْحَمُونَ} آل عمران: 132، ولاعتبار سُنّته صلّى الله عليه وسلّم هي المصدر الثاني من مصادر التّشريع. وعلى هذا الأساس، فإنّ الاحتفال بالمولد النّبويّ لا يكون في يوم واحد من أيّام السنة، بل طيلة أيّام السنة. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُم اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم وَاللهٌ غَفورٌ رَحِيمٌ} آل عمران:31، وعلى هذا الأساس فالاحتفال به جائز.