أعرب وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، عن ارتياحه ل''الدعم السياسي الكبير''، الذي حصلت عليه باريس من الجزائر من خلال السماح بتحليق المقاتلات الفرنسية فوق أجوائها، واتخاذها منطلقا لضرب مواقع الإسلاميين المسلحين في شمال مالي. وصرح لودريان، أمس، لإذاعة ''أر تي أل''، الفرنسية، أن الجزائر ''تركت لنا حرية الحركة جوا فوق ترابها، إنه دعم سياسي كبير''. وقال إنه ''يحيي'' قرار الجزائر غلق حدودها مع مالي، المعلن عنه في أعقاب انتهاء زيارة الوزير الأول المالي ديانغو سيسيكو الاثنين الماضي. وذكر وزير الدفاع بأن الجزائر ''تدرك الرهانات، ولهذا السبب أغلقت حدودها أمس (الثلاثاء).. إن ذلك ليس شيئا هينا''، يقصد أن وضع أجواء الجزائر الجنوبية تحت تصرف القوات الجوية الفرنسية، وغلق الحدود المشتركة مع مالي تطور هام في العملية العسكرية التي شنتها فرنسا يوم 11 جانفي الجاري وتواصلت أمس. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية قوله لنفس الإذاعة، إن العملية العسكرية ''صعبة للغاية''. مشيرا إلى ''أننا حتى الآن تصرفنا بحيث يكون هناك بعض قواتنا بباماكو بهدف تأمين السكان ورعايانا الأوروبيين في مدينة باماكو.. وحاليا تتقدم قواتنا البرية باتجاه الشمال''. وقدر وزير الدفاع بأن التدخل العسكري ضد الجماعات الإسلامية المسلحة ''يسير بطريقة جيدة'' في مواقع المواجهة بين الطرفين. واعتبر لودريان ''الأمر صعب قليلا في الجهة الغربية، حيث نواجه المجموعات الأكثر تشددا والأكثر تنظيما والأكثر حزما، والأكثر تسلحا.. وهنا تسير الأمور ولكن بصعوبة (..) لقد كنا واعين منذ البداية بأنها ستكون عملية صعبة جدا، لأن الأمر يتعلق بمئات وبأكثر من ألف إرهابي في المنطقة، مع احتمال التحاق أعداد أخرى بهم في المستقبل القريب، ولهذا السبب تقصف القوات الفرنسية قواعدهم الخلفية، خاصة في غاو، حيث حققت العملية نجاحا باهرا''. ومن جهته، صرح قائد أركان القوات الفرنسية، الأميرال إدوار غوييو، أن العساكر الفرنسيين ''يواجهون صراعا يشبه حرب العصابات، وهو وضع تعودوا عليه''.