أعلن رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني، أمس، عدم ترشحه لعهدة ثالثة، فاتحا المجال للمنافسة على خلافته في منصبه. ولم يفاجئ الإعلان الكثير من أعضاء المجلس، كما أبلغ صحفيين عند استقبالهم قبل الافتتاح بأن الدورة ستحمل الجديد، فيما حرص أبو جرة على الاعتذار لدى بعض أنصاره في المجلس لأنه لم يستشرهم قبل اتخاذ القرار. وبرر سلطاني الذي تولى قيادة حمس في 2003 قراره بحرصه على ''الذهاب بالحركة إلى مؤتمر آمن يستوعب دروس المؤتمرين السابقين وكذا المساهمة في ترقية ثقافة التداول وإرساء قواعد التوريث القيادي بعيدا عن كل تأويل يخرج هذه المبادرة المسؤولة عن سياقاتها التاريخية والسياسية والأخلاقية والتنظيمية''. واستعمل رئيس حمس مصطلح إعفاء نفسه من الترشح لعهدة جديدة، وأنه غير معني بالترشح لإيصال قراره إلى المستمعين. واعتذر لمناضلي الحركة بمن فيهم المنشقون، ودعاهم لتفهم مقاصد الرسالة وقراءتها قراءة صحيحة، وإيجابية. ورفض أبو جرة، في رد على سؤال لصحفيين، تزكية أسماء لخلافته، وقال إن كثيرين من أطر الحركة مناسبون لقيادة حمس بعده. وقوبل سلطاني بتصفيق حار استمر لحوالي دقيقة، بعد إعلانه عدم الترشح لعهدة ثالثة، وبدا الرجل متأثرا، وهو يجيب عن أسئلة الصحفيين. ودافع أبو جرة في خطابه عن الخيارات التي اتخذتها الحركة تحت قيادته، خصوصا السنة الماضية، حيث سجل الانسحاب من التحالف الرئاسي في أول جانفي والخروج من الحكومة في 20 ماي. ووجه رئيس حمس انتقادات للسياسات الحكومية وإدارة شؤون الحكم، وسجل أن المؤشرات توضح عدم تفريط جيل الثورة في الحكم، وأقر بفشل الإسلاميين في تحقيق ما فعلته أحزاب مماثلة في الجوار، وأرجعه لغياب النموذج الإسلامي المطمئن على صحة المسار في مواجهة مرجعية المأساتوفوبيا، أي الخوف من تكرار المأساة الوطنية.