خيّب المنتخب الوطني لكرة القدم كل آمال الجزائريين، خلال خرجته الأولى في الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، بانهزامه أمام المنتخب التونسي بنتيجة (0/1)، في اللقاء الذي جمعهما أمس بملعب بافوكينغ بمدينة روستنبرغ، لحساب المجموعة الرابعة. دشنت التشكيلة الوطنية، أمس، العرس الكروي الإفريقي، بانهزام مر أمام منتخب تونسي متواضع جدا، حتى لا نقول ضعيفا، باعتبار أنه ترك المبادرة لرفاق مهدي لحسن، إلى غاية الدقيقة الأخيرة من المقابلة، حينما تمكن ''القناص'' يوسف المساكني من تسجيل هدف الفوز بطريقة رائعة أبكت الحارس رايس وهاب مبولحي الذي لم يقدر على فعل أي شيء إزاء كرة لاعب لخويا القطري الذي أسكنها في الزاوية التسعين لمرمى الحارس الجزائري. صحيح أن المنتخب الوطني لعب أفضل من نظيره التونسي في غالبية فترات المقابلة، لكن هذا لا يعني أن تشكيلة المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش كانت الأحسن بدنيا وتكتيكيا، بدليل أن الفعالية غابت عند لاعبي القاطرة الهجومية الذين ضيّعوا كمّا هائلا من الفرص، هذا ناهيك عن الأخطاء التي ارتكبها الدفاع الجزائري، خاصة في محور الدفاع الذي قاده كارل مجاني، وهو ما كلف المنتخب الوطني تلقيه هدفا مباغتا في الدقيقة الأخيرة عن طريق المساكني الذي أثبت محدودية التشكيلة الوطنية التي لاتزال بعيدة كل البعد عن مستوى المنافسة الإفريقية. سيطرة المنتخب الوطني على مجريات الشوط الأول لم تجد نفعا، والأكثر من هذا كانت عقيمة وتنقصها الفعالية عند مقربة منطقة الخصم التونسي، هذا رغم أن تشكيلة المدرب سامي الطرابلسي، تلقت ضربة موجعة في بداية اللقاء، عندما خرج المهاجم عصام جمعة اضطراريا، بعد تعرضه لإصابة على مستوى الكاحل. أخطر فرصة في 45 دقيقة الأولى، كانت من جانب المنتخب الوطني، حيث ارتطمت كرة سليماني بالرأس، بالعارضة الأفقية، بعد فتحة فيغولي. أما من جانب ''التوانسة''، فقد ضيّع صابر خليفة في الدقيقة 42 فرصة لا تعوّض، بعد أن تصدى لها الحارس مبولحي بإحكام. المرحلة الثانية من اللقاء، كانت متكافئة مع ميول الكفة في بعض الأحيان للمنتخب الوطني، غير أن نقص الفعالية لازمت فديورة الذي ضيّع فرصة في الدقيقة 69، حيث مرت كرته فوق العارضة، ولازمت أيضا قادير الذي ضيّع فرصة لا تعوض في الدقيقة .86 وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن المباراة ستنتهي بالتعادل السلبي، فاجأ المساكني، في الدقيقة 90، تشكيلة البوسني حاليلوزيتش، بهدف رائع، أطلق خلاله الأفراح في تونس وحوّل الجزائر إلى مأتم، كيف لا والمنتخب الجزائري وُفرت له كل الإمكانات المعنوية، المادية، اللوجيستيكية وحتى البشرية، وفي آخر المطاف نخرج من المقابلة فارغي الأيدي، وبطريقة خيّبت الجزائريين الذين كانوا يعلقون آمالا كبيرة على هذه التشكيلة لكن هيهات، هيهات.