شكلت المسيرة النضالية للدكتور محمد الامين دباغين موضوع ندوة احتضنها المجمع الثقافي جيلالي امبارك بالعلمة (ولاية سطيف). و ذكر المؤرخ محمد عباس بالمناسبة بأن محمد الامين دباغين كان مناضلا نشيطا في حزب الشعب الجزائري استطاعت بفضله الحركة الوطنية بأن تقتحم الحرم الجامعي و أن تدعم صفوفها بنخبة من الطلبة التي كان لها دور "بارز" سواء في مرحلة النضال الوطني أو أثناء الثورة التحريرية. وأضاف بأن هذه الشخصية الفذة التي اعتبرها أحد أقطاب الحركة الوطنية قد تولت قيادة حزب الشعب أثناء الحرب العالمية بعد أن زجت إدارة الاحتلال في السجن بأغلب أعضاء القيادة الأولى بدءا بمصالي الحاج.وأردف المحاضر بأن دباغين قد قام في أكتوبر 1948 بزيارة إلى القاهرة (مصر) ليبحث مع عبد الرحمان عزام باشا أمين عام الجامعة العربية آنذاك موضوع المساعدات بحيث أسفر اللقاء عن مشروع اتفاق هام يتخذ من طرابلس (ليبيا) نقطة عبور رئيسية للأسلحة التي يتولى مناضلو حزب الشعب الجزائري شراءها . لكن رفض زملائه في قيادة الحزب للمشروع يضيف نفس المتدخل أضعف موقع الدكتور داخل القيادة بحيث فضل تقديم استقالته في نهاية المطاف ليبقى على هامش الحياة الحزبية منذ استقالته سنة 1949 .من جهته قدم المجاهد و رفيق درب الدكتور لامين دباغين عبد الرزاق زواوي شهادات حية حول هذه الشخصية النضالية مشيرا إلى أنه كان يتسم بالسرية التامة في نشاطه الحزبي و نضاله التحريري كما كان يرفض أي محاولات لكشف العمليات و تفاصيل نشاطاته إبان الثورة المظفرة. و في دعوة وجهها للشباب الحاضرين أغلبهم من طلبة الجامعة و معاهد التكوين المهني حث زواوي على ضرورة حفظ تاريخ و ذاكرة الأمة من خلال معرفة مسيرة رجالاتها و أبطالها الذين ضحوا بالنفس و النفيس لينعم جيل اليوم بالاستقلال و جعل بطولاتهم حلقة "وصل" بين الجيلين.للإشارة فقد بادر بتنظيم هذه الندوة التي تندرج في إطار الاحتفالات بخميسينية الاستقلال و المتزامنة كذلك مع إحياء الذكرى العاشرة لوفاة محمد لامين دباغين جمعية "مشعل الشهيد" و حضرها عدد من المجاهدين.