أشاد حسين آيت أحمد، زعيم جبهة القوى الاشتراكية الذي يقيم في المنفى الاختياري بسويسرا، بنضال فرحات عباس، أحد قادة الحركة الوطنية ورئيس أول حكومة مؤقتة للثورة. ونفى آيت أحمد، الذي أمضى حياته النضالية خلال فترة الاحتلال في حزب الشعب وكان من أطره المسلحة، صفة العمالة التي يرددها بعض أبناء جيله من المجاهدين في حق فرحات عباس، موضحا أنه عرفه مناضلا سياسيا معاديا للاستعمار وجادا ومسؤولا، وكان من المنتخبين القلائل الذين دعوا إلى استقلال الجزائر. وكشف زعيم الأفافاس خلال ''شهادته'' في رسالة إلى المشاركين في مؤتمر فدرالية الافافاس بسطيف، عن ما انطبع في ذهنه من لقاءاته مع فرحات عباس بالعاصمة أو خلال مروره به في سطيف (حيث كان يمارس زعيم حزب أحباب البيان مهنة صيدلي) في مرحلة النضال السري ''كان يفضل السرية، يحمل قيم إنسانية عظمى وحقيقية.. ذكي، صريح، صادق وأهل للثقة''. وأضاف آيت أحمد أن فرحات عباس كان يحمل رؤى استراتيجية تجلت خلال مبادرته رفقة صديقه اليمين دباغين، القيادي في حزب الشعب وقيادات في الحركة الوطنية، في صياغة البيان الجزائري الذي وجه لقوات الحلفاء خلال نزولهم بالعاصمة في .1942 وجزم آيت أحمد أن مجازر 8 ماي 1945 كانت تهدف للتخلص من فرحات عباس التي حاز على قوة سياسية وتنظيمية صنعت الخوف في قلب المستعمر الفرنسي.