عزلت الثلوج المتساقطة وفيضان أودية، 11 ولاية غربية وشرقية ووسطى، من خلال الطرق المقطوعة التي وصل عددها إلى 22 طريقا وطنيا وولائيا، طبقا لما أوردته نشرة إعلامية لخلية الاتصال بالقيادة العامة للدرك الوطني. ما تزال ولاية تيزي وزو الأكثر تضررا من سوء الأحوال الجوية التي أدخلتها الثلوج في شبه عزلة وقطعت الطريق الوطني رقم 15 الرابط بالبويرة على مستوى بلدية إفرحونان، وثلاثة طرق ولائية رقم 9 و253 و128 هذه الأخيرة عند نقطة تقاطعه مع الطريق الوطني رقم .25 وجاء في المرتبة الثانية جارتها ولاية البويرة بثلاثة طرق وطنية مغلوقة رقم 30 و15 و33، ثم عين الدفلى بطريق وطني واحد رقم 65 المؤدي نحو تيسمسيلت وطريقين ولائيين. أما الولاياتالغربية المعزولة فهي تيارت ومعسكر وسعيدة، فيما الشرقية أبرزها باتنة وسوق أهراس وفالمة وسطيف، التي تشهد فيها حركة المرور شللا تاما عبر معظم طرقها الوطنية والولائية والبلدية بسبب التساقط الهائل للثلوج وفيضان الأودية. طرق وطنية وولائية مغلقة بشرق البلاد شهدت الولاياتالشرقية خلال ال 48 ساعة الأخيرة تهاطلا غزيرا للأمطار المصحوبة بثلوج، تسبب في شل العديد من الطرق الوطنية والولائية، مع تسجيل حالة وفاة ببرج بوعريريج، وخروج عشرات السكان للشارع بفعل انقطاع الكهرباء، وتخوفهم من نقص قارورات غاز البوتان في المناطق النائية. وقد انتشلت، مساء أول أمس، الحماية المدنية جثة طفل 12 سنة سقط في بئر بدوار العرش في بلدية اليشير في برج بوعريريج. وحسب المعلومات الأولية، يكون الضحية قد صعد على سقف البئر المغطى بالترنيت للعب بالثلج قبل أن يسقط على عمق 18 مترا. كما تدخلت ذات المصالح، ليلة أول أمس، رفقة مصالح الأشغال العمومية والغابات لإجلاء السيارات وإنقاذ العائلات بالمنطقة الشمالية التي عرفت تساقطا كبيرا للثلوج، حيث تم إسعاف ثلاث سيارات على الطريق الوطني 76 وإنقاذ 8 أشخاص بمنطقة جعافرة. وفي الطارف تسببت الأمطار المتساقطة في تحويل الوسط الحضري لجل بلديات الولاية إلى أوحال وبرك من المياه الراكدة زادت في تعقيد أزمة حركة المرور ومخاطرها على الجميع، مما أثار تذمر واستياء السكان أمام سوء هذه الحالة ومتاعبها المتكررة كلما تساقطت الأمطار، إضافة إلى تضرر أكثر من 200 عائلة بفعل التسربات المائية، ونزوح الكثير من سكان الأكواخ القصديرية إلى ذويها بمناطق آمنة هروبا من جحيمها. وعلى صعيد آخر غمرت المياه الكثير من المساحات الفلاحية المنخفضة. كما تسببت الثلوج المتساقطة في اليومين الماضيين على إقليم ولاية باتنة في قطع الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين باتنة وسطيف، كما أغلقت طرق ولائية من بينها الطريق الوطني رقم 54 س الرابط بين بلديتي بوزينة وثنية العابد، والطريق الولائي رقم 77 الرابط بين مقر الولاية وبلدية حيدوسة. وفي جيجل تسببت الإضطربات الجوية بالولاية في حدوث انقطاعات في التيار الكهربائي ببعض المناطق، ما دفع العديد من المواطنين للخروج إلى الشارع. وفي هذا الإطار، أقدم مساء أول أمس، سكان حي بوالرمل بالمخرج الغربي لمدينة جيجل على قطع كل من الطريق الوطني 43 عند مدخل الحي، وكذا الطريق المؤدي إلى حي الحدادة، موازاة مع لجوء سكان قرية الشريعة ببلدية زيامة منصورية إلى قطع الطريق الرابط بين جيجل وبجاية، تعبيرا عن تذمرهم من الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي منذ يومين. كما تسببت الرياح القوية التي هبت على تراب ولاية خنشلة، في خسائر كبيرة خاصة في الأعمدة الكهربائية والهاتفية، في الوقت الذي عزلت القرى لانقطاع الطرق بفعل الثلوج وجذوع الأشجار. وأكدت مصادر مطلعة أن الرياح القوية تسببت في سقوط سكنات هشة في الأحياء الشعبية القديمة على غرار تكساس، ديفول، الحسناوي والشابور بني معافة. أما بسطيف فتواصل تهاطل الثلوج لليوم الثاني على التوالي، مخلفا عرقلة كبيرة في حركة المرور وتذبذبا في التمويل بالكهرباء، وذلك بعد سقوط العديد من الأسلاك الكهربائية في وسط المدينة والقرى النائية، فيما أكدت مصالح الدرك الوطني بقاء الكثير من الطرقات مغلقة بسبب وعورة التضاريس، خاصة في المناطق الشمالية. وفي فالمة تسببت الثلوج التي تساقطت، خلال اليومين الماضيين، على مرتفعات ''عين السودة'' و''جبال دباغ''، في شل جزئي لحركة تنقل الأشخاص والمركبات، وهو ما أحدث اضطرابا لدى سكان هذه المناطق، وزاد من مخاوفهم في حال استمرار تساقط الثلوج، مع تزايد موجة البرد والصقيع، من تسجيل نقص في التزود بغاز ''البوتان''، ونفاذ المواد الاستهلاكية. رياح رملية تضرب جنوب ولاية تلمسان شهدت معظم ولايات غرب البلاد ليلة جمعة ممطرة، مصحوبة برياح هوجاء، خاصة الولايات البعيدة عن الساحل. فعلى خلاف ولاية وهران، التي عاد إليها الصحو، وهدأت قوة الرياح ليلة الخميس إلى الجمعة. فإن ولايات معسكر، سيدي بلعباس، تلمسان، شهدت تساقطا كثيفا للأمطار. وتميزت المناطق الواقعة جنوبي ولاية تلمسان، بزوابع رملية قوية جعلت الرؤية ضعيفة، مما اضطر أصحاب السيارات إلى استعمال الأنوار في النهار. وكانت الرياح محملة بالرمال القادمة من ولاية النعامة وتجمعت بشكل كبير، في ظل توسع مساحة التصحر بجنوبتلمسان. ومن جهة أخرى لم تتوقف الأمطار عن التهاطل طيلة الليل على مجموع ولاية سيدي بلعباس، وكانت مصحوبة برياح قوية. ما جعل سكان المدينة يتخوفون من تكرار مشاهد الأيام الماضية، المتمثلة في سقوط عشرات الأعمدة الكهربائية في مختلف أحياء عاصمة الولاية. وباستثناء النشاط الذي شهده وادي المكرة، الذي عادت إليه الحركة بفعل كميات المياه الهامة التي تسيل فيه، فإنه لم يتم تسجيل حوادث تذكر صباح أمس الجمعة. فيضانات وانقطاع للطرقات بتيبازة كشفت الأمطار المتهاطلة أول أمس، على ولاية تيبازة، عيوب التهيئة وعدم الاهتمام من جانب السلطات المحلية بالتحضير لفصل الشتاء وعرفت عدة مناطق انغمار الطرقات والمنازل وحتى المحلات التجارية بالسيول، كما دفعت بعض العائلات ضريبة انهيار أجزاء من منازلها كانت وراء إصابة طفل في 14 من العمر بكسر على مستوى الرجل بعين تقورايت. وتحول الطريق الوطني رقم 11 الذي يعبر البلديات الساحلية بتيبازة إلى مجمع للسيول والحصى على مستوى أكثر من نقطة. فبعاصمة الولاية شهدت حركة السير، مساء أول أمس، عرقلة بالمدخل الشرقي للمدينة بسبب انغمار الطريق بالسيول المحملة بالطمي والحجارة، قبل أن تتدخل السلطات المختصة من أجل إيجاد حلول فورية لتسريب المياه وفتح الطريق من جديد.