متشددون يقطعون رأس تمثال أبو العلاء المعري كشف وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، أنه على استعداد للقاء رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، من أجل الاتفاق على الخطوط العريضة لإطلاق الحوار الوطني بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة. أشار علي حيدر، في حديثه لصحيفة ''الغارديان'' البريطانية، أمس، أن الحوار الفعلي لا بد أن يكون في سوريا، على اعتبار أن الأمر يتعلق ''بالسيادة الوطنية''. كما ذكّر في سياق حديثه بالعقوبات المسلطة على المسؤولين السوريين، وبالتالي عدم قدرتهم على التنقل إلى الدول الأوروبية. وأبدى علي حيدر استعداده للقاء الخطيب خارج سوريا للتحضير للحوار. وتعد تصريحات الوزير السوري أول رد رسمي على مبادرة الخطيب للتحاور مع النظام السوري، إذ جدد علي حيدر موقف بلاده الرافض لأي شروط مسبقة: ''الحوار سيتطرق إلى بحث الآليات للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة، وهذه مواضيع تكون نتيجة مفاوضات وليس شرطا مسبقا''، مشيرا في سياق حديثه إلى تمسك الرئيس الأسد بفكرة بقائه في الحكم إلى حين موعد الانتخابات الرئاسية في ,2014 على حد ما جاء على لسان الوزير علي حيدر ''وإجراء منافسة حقيقية لانتخاب برلمان متعدد الأحزاب وانتخابات رئاسية حين تنتهي ولاية الرئيس بشار الأسد العام المقبل''. من جانب آخر، كشف الوزير أن السلطات السورية شرعت في إلغاء كل ما من شأنه أن يعيق السير الحسن للحوار على الأراضي السورية، ومن ذلك العقوبات المفروضة على شخصيات من المعارضة. وقال إن الداخلية السورية وافقت على منح المعارضين الوثائق اللازمة لتسهيل دخولهم إلى سوريا. كما قال إن النهج المتبع من قبل السلطات السورية يقوم على فسح المجال لإنجاح الحوار الوطني وتفادي المواقف المتشددة ''من الجانبين''، معتبرا أن الطرفين أصبحا على قناعة بأن الحل العسكري ''غير ممكن''. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي اعتبر وزير خارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، أنه من الضروري أن يتدخل المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، داعيا الأممالمتحدة للضغط على الأطراف الفاعلة في الملف ''لإنهاء العنف''. وكانت التقارير الواردة من سوريا قد تحدثت عن احتدام الاشتباكات بين الجماعات المسلحة والجيش النظامي من جهة، وبين الجماعات المسلحة فيما بينها في مناطق متفرقة من المحافظات السورية. وفي شمال سوريا تسعي الجماعات المسلحة المتطرفة لفرض منطقها على السكان، ما أدى إلى سخط الأهالي. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن كتائب إسلامية مسلحة تمكنت من السيطرة على مطار الجراح العسكري بشكل كامل في منطقة ريف حلب، فيما تحدثت عن سقوط عشرات الضحايا في العديد من المحافظات السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأن مجموعة مسلحة قامت بقطع رأس تمثال الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، في مسقط رأسه بمدينة معرة النعمان في محافظة إدلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. واتهم ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي وقوف إسلاميين متشددين وراء الحادثة.