سجل الإضراب الذي دعت إليه النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية، أمس، في يومه الأول، نسبا متباينة، حيث عرفت بعض المقرات الإدارية والمديريات من ال36 قطاعا في الوظيف العمومي عبر الولايات، شللا منذ الساعات الأولى للعمل، ورفضت الكثير منها فتح أبوابها لقاصديها، في الوقت الذي تخلف بعض المستخدمين في كبرى الولايات عن الاستجابة لنداء الإضراب. تباينت نسبة الاستجابة لإضراب الثلاثة أيام في العاصمة، ولم تتعد 10 بالمائة، بالنظر إلى سيطرة منخرطي الاتحاد العام للعمال الجزائريين على مستوى البلديات خصوصا. وبينت جولة قامت بها ''الخبر'' غياب أي أثر للإضراب في 36 قطاعا، خصوصا في الإدارة والصحة العمومية. ولم تتعد النسبة الوطنية، بحسب مراسلينا، حدود 45 بالمائة. أما في البليدة، فقد شل العمال المضربون جامعة سعد دحلب، وتوقفت الدراسة لعدم فتح قاعات التدريس أمام الأساتذة والطلبة، بينما بقيت المطاعم الجامعة في الخدمة، وجنب فتح المطاعم تصعيدا في الضغط على الإدارة. وأبدى نقابيون مسؤولون عن رضاهم لنسبة الاستجابة في اليوم الأول وتوقعهم ارتفاعها في اليومين القادمين. وفي ورفلة، انضم عدد من العمال للإضراب، وتمكنوا من شل الإدارات العمومية كالتعليم بكل أطواره والتكوين المهني والمستشفيات والعيادات ومؤسسات الصحة الجوارية بنسب متفاوتة، احتجاجا على ما أسموه ''تماطل'' الوصاية في الاستجابة لمطالبهم. وفي وهران لم يظهر أثر للإضراب في أغلبية الإدارات والمصالح العمومية، في حين دخل عمال الأسلاك المشتركة والعمال المهنيون وسائقو السيارات والحجّاب وكذا المتعاقدون، في تلمسان، في حركة احتجاجية بمختلف المعاهد والكليات على مستوى جامعة تلمسان وبقطب شتوان، وحملوا لافتات طالبوا فيها بإلغاء طريقة احتساب الأجر القاعدي ومنحة الخبرة المهنية والتعويضات، وتغيير نسبة منحة 25 بالمائة إلى 60 بالمائة بأثر رجعي ابتداء من جانفي .2008 وفي الشلف، تجمع عدد من المضربين، أمس، أمام ''زبوجة الوسط'' التي غرسها الرئيس الراحل أحمد بن بلة، وسط الحي الإداري لمقر ولاية الشلف، استجابة لنداء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية. وعرفت العديد من المصالح الإدارية، خاصة بعاصمة الولاية، شللا تاما، ما عطل مصالح المواطنين، غير أنه لم يستجب موظفو مصالح بلدية ودائرة. في السياق، صرح الأمين الولائي للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية لقسنطينة، ل''الخبر''، أن نسبة الاستجابة، وإلى غاية الساعة الواحد بعد منتصف النهار، بلغت نسبة 96 بالمائة في جميع القطاعات. وفي بسكرة شلت، أمس، حركة العمل في عدد من الإدارات العمومية، وسجلت استجابة كبيرة بمصالح البلدية ومديريتي السكن والتجهيزات، إضافة إلى القطاع الصحي، وإضراب جزئي بالتكوين المهني. كما تسبب إضراب عمال النظافة عبر مختلف بلديات ولاية جيجل، سيما الكبرى منها، في تراكم كميات كبيرة من القمامة بالأحياء والتجمعات السكنية.