أعرب وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح عن أمل بلاده في خروج العراق من الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة التي تخضع له بغداد منذ غزو نظام صدام حسين للكويت عام 1990. قال الخالد، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي يزور الكويت حاليا، إن بلاده "ستكون سعيدة بخروج العراق من الفصل السابع".وأضاف: "نحن في غاية المرونة في هذا الجانب مع العراق ومن مصلحتنا خروجه من الفصل السابع حتى يكون حرا طليقا ولا تقيده قرارات مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) ونحن عملنا وسنعمل في هذا الاتجاه وسنحتفل سويا بخروج العراق من هذا الفصل ومواصلة حياة طبيعية في كافة مناحي الحياة".ومنذ الغزو العراقي للكويت في عام 1990، يخضع العراق للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة حيث يسمح هذا البند باستخدام القوة ضد العراق باعتباره يشكل تهديداً للأمن الدولي، إضافة إلى تجميد مبالغ كبيرة من أرصدته المالية في البنوك العالمية لدفع تعويضات للمتضررين جراء الغزو.وطالبت الكويت العراق منذ الغزو بتسديد مبلغ 1.2 مليار دولار، كتعويض عن استيلائه على طائرات تملكها الخطوط الجوية الكويتية، وأدى هذا الملف إلى مشاكل سياسية بين العراق والكويت.ونفي نائب وزير الخارجية الكويتي أن تكون هناك ضغوط تمارس علي بلاده لتوطيد علاقتها مع العراق في الفترة الأخيرة.وأوضح أن "العلاقة بين البلدين طيبة وأن استقرارها سينعكس علي المنطقة بكاملها، ونحن نعمل علي تعزيز العمل العربي المشترك والإسلامي وتوطيد العلاقة بين البلدين أكثر فأكثر".كما أعرب المسؤولان العراقي والكويتي عن سعادتهما بوصول أول رحلة طيران للخطوط الجوية العراقية إلي مطار الكويت ظهر اليوم بعد قطيعة دامت 23 عاما. ووصف الخالد تلك الخطوة بالتاريخية، مؤكدا علي تواصل مسيرة العلاقات بين البلدين من خلال "العلاقات الأخوية" التي تجمعهما.وأوضح الخالد أن الجانبين تشاورا بشأن العديد من القضايا المشتركة لافتا أنه من بين تلك القضايا ما يتعلق بتسهيل إصدار التأشيرات لمواطني البلدين بعد استئناف الرحلات الجوية .وفيما يخص التعويضات الكويتية لدى العراق، قال زيباري إن التعويضات محكومة بقرار مجلس الأمن الدولي وأن العراق ملتزم بتسديد كافة التعويضات المترتبة عليه.وحول صيانة العلامات الحدودية بين العراق والكويت قال وزير الخارجية العراقي إن اللجان الفنية الكويتية والعراقية تعمل تحت إشراف الأممالمتحدة لتحديد هذه العلامات وصيانتها بشكل لا يقبل التأويل والتشكيك.يشار إلى أن الزيباري وصل ظهر اليوم إلى الكويت على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية في أول رحلة جوية بين البلدين منذ عقب الغزو في أغسطس/أب من العام 1990.وطوال السنوات العشرين الماضية، نشب صراع قضائي دولي بين مؤسستي الطيران في البلدين بشأن التعويضات الناجمة عن قيام الخطوط العراقية ب"وضع يدها على عشر طائرات تجارية كويتية ونهب محتويات مطار الكويت" خلال الغزو، الذي استمر عدة أشهر، قبل أن ينهيه التدخل العسكري الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة، وتبعه حصار للعراق دام أكثر من 10 سنوات اختتمت باحتلال القوات الأمريكية للعراق العام 2003، ومحاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وإعدامه.