من خصائص سيّدنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم الأخرويّة، شهادته مع أمّته على الأمم بتبليغ أنبيائهم وقيام الحجّة عليهم، كما قال اللّه سبحانه وتعالى: {وكذلِكَ جعلناكُم أمَّةً وَسَطًا لتكونُوا شُهداءَ على النّاس ويكون الرّسولُ عليكُم شهيدًا} البقرة:341. وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ''يُدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبّيك وسعديك يا ربّ، فيقول له: هل بلّغتَ، فيقول: نعم، فيُقال لأمّته: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول اللّه: مَن يشهد لك؟ فيقول: محمّد وأمّته، فيشهدون أنّه قد بلَّغَ''. كما إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أوّل مَن يعبُر الصِّراط من الرُّسل بأمّته، ففي حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ''.. فيُضرب الصِّراط بين ظهراني جهنّم، فأكون أوّل مَن يجوز من الرُّسل بأمّته''، رواه البخاري ومسلم. ومن خصائص النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الأخرويّة: الكوثر، وهو النّهر العظيم الّذي وعده اللّه به في الجنّة، يُسقَى منه أتباعه من أمّته دون غيرهم. روى البخاري عن أنس بن مالك أنّ النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ''بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الّذي أعطاك ربُّك''.