حَفْصَةُ بنت عمر بن الخطّاب العدويّة، أُم المؤمنين رضي اللّه عنها، بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمرَ بنِ الخطَّاب. وأمّها زينب بنت مظعون رضي اللّه عنهما، قالت عائشة: هي الّتي كانت تُسَامِينِي من أزواج النَّبيّ صلَّى اللّه عليه وسلّم. كانت حفصة زوجة صالحة للصّحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي، الّذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأوّلين إليها فرارًا بدينه، ثمّ إلى المدينة نصرة لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد شهد بدرًا أوّلاً ثمّ شَهِد أحدًا، فأصابته جراح توفي إثرها، وترك زوجته حفصة بنت عمر شابة في ريعان العمر، ولم تلد له، فترمّلَت ولها عشرون سنة. ثمّ خطبها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنكحها إيّاه، وأصدقها صلّى اللّه عليه وسلّم أربعمائة درهم. وقد كانت رضي اللّه عنها صوّامة قوّامة، وروت عدّة أحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد حفظت نسخة القرآن الكريم عندها. توفّيت حفصة رضي اللّه عنها في شعبان سنة خمس وأربعين، أو إحدى وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنه، وهي يومئذ ابنة ستين سنة أو ثلاث وستين سنة، فصلّى عليها مروان بن الحَكَم، وهو يومئذ عامل المدينة، ثمّ تبعها إلى البقيع، وجلس حتّى فُرغ من دفنها، وكان نزل في قبرها عبد اللّه وعاصم ابْنَا عمر وسالم وعبد اللّه وحمزة بنو عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهم أجمعين.