أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة فالمة، بإيداع دكتور في الإعلام الآلي بجامعة 8 ماي 1945 ، تحت الرقابة القضائية، بعد ثبوت انتحاله صفة الغير والسطو على البريد الإلكتروني الخاص برئيس مخبر البحوث العلمية بالجامعة، بالإضافة إلى القذف والتشهير في حق زملائه عن طريق رسائل إلكترونية. القضية التي تعتبر الأولى من نوعها وفكت طلاسمها بمركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي وجرائم المعلوماتية ومكافحتها، التابع للدرك الوطني، تعود إلى شهر نوفمبر من السنة الفارطة، لما تقدم الدكتور''س.ح''، رئيس مخبر البحث وعلوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال بجامعة 8ماي 1945، بشكوى إلى فرقة الأبحاث للدرك الوطني بفالمة، مفادها قيام مجهول بالتسلل إلى بريده الإلكتروني، عن طريق قرصنة الرقم السري والاطلاع على المعلومات والمعطيات العلمية والشخصية، وكذا انتحال صفته بإنشاء بريد إلكتروني آخر يحمل نفس اسم الدكتور، مع تغيير بسيط في الحروف، أرسل، من خلاله، رسائل إلكترونية إلى أساتذة وزملاء ومعارف الضحية، يقنعهم فيها بوقوع سرقات فكرية واقتباسات من دراسات أكاديمية أجريت في الخارج، من طرف طلبة وأساتذة جامعة فالمة. كما قام الفاعل بإنشاء بريد إلكتروني جديد، يحمل اسم دكتورة مغربية بجامعة محمد السادس في الرباط، أرسل من خلاله رسائل إلكترونية إلى رئيس مخبر البحوث العلمية ومعارفه وكذا دكاترة وأساتذة جامعة 8 ماي، يتهم باحثين ودكاترة في المخبر، باستغلال بحوث الدكتورة والاقتباس منها، مهددا إياهم بمقاضاتهم، إلا أن مصالح الدرك أفادت بأن الرسائل الإلكترونية لم يكن مصدرها المغرب، بل أرسلت من جيجل والعاصمة وفالمة قصد التمويه. تم إخطار رئيس مخبر البحوث العلمية من طرف زملائه بالحادثة، فتفقّد بريده الإلكتروني، واكتشف أن هناك من دخل إليه وتلاعب به، ليقوم بعدها بتغيير كلمة المرور الخاصة به، إلا أن الفاعل قام بإنشاء بريدين إلكترونيين جديدين أحدهما يحمل اسم أستاذ مغربي، عاود من خلالهما إرسال رسائل إلكترونية إلى الأساتذة ومعارف رئيس مخبر الأبحاث العلمية، بخصوص وقوع تلاعبات في البحوث والدراسات التي أجريت في جامعة فالمة. وبعد إخضاع البريد الإلكتروني الخاص بالفاعل للمراقبة من قبل مصالح مكافحة الجريمة الإلكترونية بمركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي وجرائم المعلوماتية ومكافحتها، ببئر مراد رايس في العاصمة، تم اعتراض رسالة إلكترونية أرسلها الفاعل إلى 235شخص، من بينهم رئيس مخبر البحوث العلمية، يعتذر فيها عن التصرفات التي بدرت منه ويتراجع عن اتهامه بالسرقة الفكرية، إلا أن مصالح الدرك حددت 3 عناوين بروتوكول ''اي بي'' التي أرسل منها البريد الإلكتروني، واتضح بأنه من ولاية فالمة. وبعد الحصول على تسخيرة القضاء، تم الاتصال بمصالح اتصالات الجزائر بفالمة لمعرفة صاحب ال''اي بي''، ليكتشف أن خط الأنترنت مسجل باسم دكتور في الإعلام الآلي بجامعة فالمة. وبعد جمع الدلائل والأدلة التي تدينه، تم استدعاؤه إلى مقر الفصيلة الإقليمية للدرك الوطني ومواجهته بالأدلة، عندها اعترف بأنه هو الفاعل وتم إخضاعه للرقابة القضائية، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية.