ربط مسؤول جزائري بين مغادرة عائلة القذافي للجزائر ونشر الشرطة الدولية (الأنتربول) قائمة حمراء جديدة تضم ثلاثة من أبناء القذافي، اثنان منهم كانا يقيمان في الجزائر، وهما عائشة القذافي وحنبعل القذافي، إضافة إلى الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر. قالت مصادر جزائرية مسؤولة إن الجزائر تحاشت تسليم أفراد عائلة القذافي إلى السلطات الليبية أو إلى الأنتربول، واقترحت عليهم، خلاف ذلك، مغادرة البلاد والبحث عن دولة لجوء أخرى، تجنبا لأي حرج سياسي يمكن أن تقع فيه الجزائر في حال طالبتها الشرطة الدولية (الأنتربول) بتنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة في حق عائشة القذافي وحنبعل القذافي، خاصة أن الجزائر حريصة على تنفيذ التزاماتها إزاء الهيئات الدولية السياسية والأمنية وعدم الإخلال بها. للإشارة، كان الأمين العام للأنتربول، رونالد نوبل، يومي 16 و17 مارس الجاري، في ليبيا، وصرح بأنه ''مثلما جلبنا السنونسي، سوف نجلب لكم بقية المطلوبين''. ونشر الأنتربول، على موقعه على الأنترنت، في القائمة الحمراء صورة عائشة القذافي المطلوب القبض عليها بتهمة غسيل الأموال والتزوير وتهريب الأموال والتزييف، إضافة إلى صورة حنبعل القذافي المطلوب القبض عليه هو الآخر بتهمة غسل الأموال والاحتيال والغش، ضمن قائمة شخصيات ليبية من المقربين من العقيد الراحل معمر القذافي وأركان نظامه السابق، مطلوب من كل الدول التي يقيمون فيها أو يعبرون أراضيها القبض عليهم وتسليمهم بناء على مذكرة أصدرتها السلطات الليبية، فيما لم تشمل القائمة النجل الثالث للقذافي الذي كان مقيما في الجزائر، محمد القذافي. وكانت الجزائر تذكر بأن استقبالها لأفراد عائلة القذافي، زوجته صفية وابنته عائشة القذافي ومحمد وحنبعل وأولادهم، منذ 26 أوت 2011 في أوج الثورة الليبية، كان لأسباب إنسانية، كما أنهم غير مطلوبين للعدالة الليبية ولم تصدر في حقهم أية مذكرات دولية. وفي السابع جانفي الماضي، اشتكت الحكومة الليبية من عدم تجاوب الجزائر مع طلبات تسليم أفراد من عائلة القذافي، وقال حينها الناطق الرسمي باسم النائب العام في ليبيا، طه بعرة، إن بلاده ''تقدمت بعدة مذكرات عن طريق وزارة الخارجية الليبية وعن طريق الشرطة الدولية إلى الجزائر لمطالبتها بالاستجابة لطلبات تسليمهم والحد من تحركات هؤلاء الأفراد ضد السلطة الجديدة في ليبيا''. وعدا إعلان سفير الجزائر في ليبيا، عبد الحميد بوزاهر، أول أمس، أن كل أفراد العائلة قد غادروا الجزائر، لم تعلن السلطات الجزائرية عن تاريخ مغادرة أفراد عائلة القذافي للجزائر ولا عن ظروف وملابسات مغادرتهم. ورجح مصدر دبلوماسي ل''الخبر'' أول أمس أن تكون المغادرة قد تمت نهاية أكتوبر الماضي، عقب مقابلة الفريق الجزائري مع المنتخب الليبي التي جرت في 14 أكتوبر وشابها بعض التوتر، وتتقاطع هذه المعلومات مع تلك التي أوردها مسؤول ليبي رفيع في الثامن نوفمبر الماضي، قال فيها إن عائشة القذافي وشقيقيها محمد وحنبعل قد غادروا الجزائر إلى وجهة مجهولة. وتزامن الإعلان عن مغادرة أفراد عائلة القذافي للجزائر مع اعتقال مصر، بطلب من طرابلس، ل15 من أركان النظام الليبي السابق، بينهم ابن عم القذافي أحمد قذاف الدم.